جاء رفض السعودية شغل مقعد في مجلس الأمن الدولي ليضع المنظمة الدولية في موقفٍ لم تتعرّض له من قبل، لكن الكويت الدولة الخليجية العربية تلوح في الأفق كمرشحٍ مبكرٍ لشغل المقعد. ولا تزال هناك عشرة أسابيع حتى الموعد المقرر لبدء السعودية عضوية لمدة عامين في مجلس الأمن الدولي في الأول من يناير؛ لذا يبدو أن دبلوماسيي الأممالمتحدة لا يتعجلون إيجاد بديل لشغل المقعد الشاغر، كما يأمل بعضهم أن تعدل الرياض عن موقفها.
وقال السفير البريطاني في الأممالمتحدة مارك ليال جرانت أمس الثلاثاء: "ننتظر لنرى ماذا سيحدث؟".
وقال السفير الفرنسي في الأممالمتحدة جيرار ارو: "لا يوجد إجراءٌ متفقٌ عليه؛ لأن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا... أعتقد أن الأمر سيتم خلال بضعة أسابيع.. سيستغرق وقتاً".
وقال السفير الروسي في مجلس الأمن فيتالي تشوركين "ستكون (الكويت) مرشحة جيدة، لكن القرار لها".
ووصف دبلوماسي آخر كبير في الأممالمتحدة ينتمي لإحدى دول آسيا والمحيط الهادي السفير الكويتي في الأممالمتحدة منصور العتيبي، بأنه "حريصٌ للغاية" على الأمر.. ولم يرد "العتيبي" على الفور على طلب بالتعليق.
وقال دبلوماسيان من منطقة آسيا والمحيط الهادي إن من المحتمل ألا تشغل المقعد دولة عربية بدلا من السعودية نظراً للمُلابسات غير العادية.
وقال أحد الدبلوماسيين، طالبا عدم ذكر اسمه، "هناك تكهنات كثيرة حول ما قد يحدث. أبدت دول آسيوية أخرى أيضاً رغبة".
ويقول دبلوماسيون إن اختيار الدول العربية بديلاً للسعودية يجب أن يحصل على دعمٍ من مجموعة آسيا والمحيط الهادي ثم موافقة ثلثي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة وعددهم 193 عضواً على غرار الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن.
وأربك قرار السعودية يوم الجمعة الدبلوماسيين والمسؤولين الذين يبحثون الإخطار الرسمي اللازم لبدء عملية اتخاذ قرار بشأن المرشح البديل للرياض.
وأحجم السفير السعودي في الأممالمتحدة عبد الله المعلمي، عن التعليق على قرار بلاده أمس الثلاثاء، لكنه قال أمام مجلس الأمن خلال مناقشة حول الشرق الأوسط: إن المجلس أخفق فيما يتعلق بسوريا.
وتهيمن الدول الخمس دائمة العضوية وهي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة على مجلس الأمن الدولي، وتملك حق نقض قراراته (الفيتو).
ولضمان تنوع المجلس تتكون المقاعد العشرة التي يتم اختيار شاغليها بالانتخاب من ثلاث دول من إفريقيا واثنتين من منطقة آسيا والمحيط الهادي، ودولة من شرق أوروبا واثنتين من مجموعة أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، واثنتين من غرب اوروبا وغيرها.. ويجرى اختيار خمس دول سنوياً لشغل المقعد لمدة سنتين.
وتقع الدول العربية في منطقتي آسيا والمحيط الهادي وإفريقيا، وثمة اتفاقٍ غير رسمي على أن تشغل دولة عربية واحدة على الأقل دائما مقعداً في المجلس.
والسعودية هي المرشح العربي من مجموعة آسيا والمحيط الهادي.. وتقدمت الكويت لتكون المرشح العربي المقبل لهذه المجموعة وتنافس في شغل المقعد في الفترة 2018 -2019 ما دفع بعض الدبلوماسيين إلى التكهن بأن الكويت قد تكون بديلاً محتملاً للرياض.
واختارت مجموعة أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي في عام 2006 بنما مرشحة بديلة بعد فشل جواتيمالا وفنزويلا المتنافستين في الحصول على ثلثي أصوات الجمعية العامة في جولاتٍ متكررةٍ من التصويت للفوز بالمقعد.. وانسحبت الدولتان لإنهاء الجمود وترك الباب مفتوحاً أمام مرشحة توافقية.