قال أحد طيارين اثنين توجها إلى مالطا بطائرتيهما في الأيام الأولى من الانتفاضة الليبية، اليوم الأحد: إنهما قررا الانشقاق على القذافي بعد تلقيهما أوامر بمهاجمة المدنيين بصواريخ مصممة لقصف الدبابات والمباني. وتحدث العقيد علي الرابطي مع الصحفيين لدى عودته إلى طرابلس مع زميله العقيد عبد الله صالحين، الذي توجه بطائرته الميراج إلى مالطا أيضاً في 21 فبراير. واستُقبل الاثنان بالهتافات والعناق والهدايا من العشرات من زملائهما وأصدقائهما وأقاربهما في مطار معيتيقة بطرابلس، بعد وصولهما جواً على متن طائرة تابعة للقوات المسلحة المالطية. وقال الرابطي في مؤتمر صحفي: إنهما تلقيا أوامر بقتل مدنيين بعد أن قام قائد عسكري موال لمعمر القذافي بتحميل طائرتيهما بالصواريخ. وأضاف أن القائد أبلغه بعد تحميل الصواريخ على الطائرة بأن الصواريخ ليست من النوع الذي يستخدم ضد الأشخاص ولكن من النوع الذي يستخدم ضد الدبابات والأبنية. وقال: إن القائد أبلغه بضرورة قصف المواطنين وقتلهم وأنه تظاهر بالموافقة وتنفيذ الأوامر. وتابع أنه قرر التوجه شمالاً نحو مالطا بدلاً من التحليق لقصف الأهداف التي كُلف بها. وقال مسؤولون في مالطا آنذاك: إن الاثنين أبلغا السلطات المالطية بتلقيهما أوامر بقصف المحتجين في مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية. وقال رئيس وزراء مالطا لورانس جونزي في فبراير: أن حكومة القذافي طلبت إعادة المقاتلتين، لكن مالطا رفضت. وسيطر المقاتلون المناهضون للقذافي على طرابلس في 23 أغسطس، لكن القتال يتواصل بين قوات المجلس الوطني الانتقالي والجنود الموالين للقذافي الذين يتحصنون في بلدتي بني وليد وسرت مسقط رأس الزعيم الليبي المخلوع. وقال الطيار الليبي: أنه يعتزم مواصلة عمله في القوات الجوية الليبية لحماية بلاده. وأضاف أنه سيستمر في عمله كطيار لحماية وتحرير ليبيا وسمائها وليس لقتل الشعب الليبي. وأنه سيواصل عمله وتدريب الجيل الجديد من الطيارين.
وقام أخصائيون من بريطانيا وفرنسا بنزع الأسلحة من الطائرتين، وهما من طراز ميراج وتأمينهما. ولا تزال الطائرتان في مالطا. ودعا رئيس وزراء مالطا في إبريل القذافي إلى التخلي عن السلطة. وعبّر أيضاً عن استيائه من الهجمات التي قامت بها القوات الموالية للقذافي على مدينة مصراتة ثالث كبرى المدن الليبية. ولم تشارك مالطا في العمليات العسكرية التي أجازتها الأممالمتحدة ضد طرابلس، لكنها أرسلت مساعدات إنسانية إلى مصراتة.