استقبل الأمير طلال بن عبد العزيز ، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية ( أجفند) البروفيسور محمد يونس، الخبير الاقتصادي العالمي، مؤسس بنك قرامين لمكافحة الفقر ، وبحث معه توسيع أطر الشراكة القائمة بين أجفند وقرامين لتأسيس مزيد من بنوك الفقراء في العالم العربي وأفريقيا. وأعرب يونس عن سعادته بما حققه أجفند في فتح بنوك للفقراء في العالم العربي، وقال: " بعد الأزمة الاقتصادية العالمية أصبحت هذه البنوك ضرورة ملحة، حتى في الولاياتالمتحدة ، وقد افتتح قرامين بنكين في نيويورك بعد الأزمة. وكان يونس عقد اجتماعاًً تنموياً مع منسوبي برنامج الخليج العربي بمقر أجفند في الرياض، اليوم السبت 20 مارس 2010 ، وقال إن السعودية مؤهلة لتكون رائدة في مجال الإستثمار في القضايا المجتمعية لصالح مكافحة الفقر، وأوضح أنه يجب على الجامعات قيادة التحرك تجاه توطين هذا النوع من الإستثمار الذي ينتشر في العالم بموازاة القروض متناهية الصغر ، وأعرب يونس عن ترحيبه لنقل التجربة التي ينفذها مع جامعات يابانية وأمريكية إلى المملكة العربية السعودية. من جانبه أشاد الأمير طلال بالأفكار التي طرحها البروفيسور يونس، موضحاً أن أجفند على استعداد للمضي قدماً لنشر هذه الفكرة عبر بنوك الفقراء التي يتبناها، ومن خلال الجامعة العربية المفتوحة. وتناول يونس التجارب الناجحة التي يقودها بنك قرامين لنشر مفهوم الاستثمار الاجتماعي، خاصة تبسيط التقنية وخفض أسعارها ووضعها في متناول الفقراء في الريف. ولفت الخبير الاقتصادي العالمي إلى الجهود التي يبذلها في بلده بنغلاديش لتعزيز التنمية الصحية ، خاصة لتشجيع الانخراط في التمريض، وتأسيس كليات للتمريض ، لسد الفجوة في هذه المهنة الحيوية، حيث أن بنغلاديش تعاني نقصاً مريعاً في كوادر التمريض من النساء، وأن نسبة الممرضين إلى الأطباء تمثل واحد إلى ثلاثة، ما يشكل خللا في المعادلة الطبية. وقال إن حاجة العالم من هذه المهنة تقدر بمائة ألف عنصر. وأوضح البروفيسور يونس أنه بصدد الإستفادة من تجربة السعودية ، التي أسهم فيها أجفند لمكافحة الثلاسيميا وأمراض الدم الوراثية التي تنتشر في بنجلاديش نتيجة لزواج الأقارب. وهو يسعي لتأسيس مركز للثلاسيميا في دكا بالتعاون مع جهات إيطالية. وأشار يونس إلى تجارب قرامين في مجال الإستثمار الاجتماعي بدأها في كل من كولومبيا والمكسيك وزامبيا وغانا، والعنصر الأهم في ذلك هو المرأة وتطوير قدراتها وفتح مجال أرحب لسلعها التي تنتج بالقروض متناهية الصغر.