طالبت أسرة سعودية محكمة العاصمة الأمريكيةواشنطن بإعادة النظر في القضية التي رفعتها ضد دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الأمريكي السابق، ومسؤولين عسكريين منهم أطباء في معتقل غوانتانامو لتسببهم في مقتل ابنها "22 عاماً " داخل المعتقل بسبب الإهمال وعدم علاجه وتعريضه للتعذيب، ما أدى إلى انتحاره وفقاً للرواية الأمريكية . وأوضح مركز الحقوق الدستورية بنيويورك، أن والد ياسر، طالب بإعادة النظر في القضية التي شطبتها المحكمة الفيدرالية في 16 من فبراير الماضي ومحاسبة المسؤولين عن مقتل ابنهم وكشف الحقائق التي ما زالت غامضة في القضية والتي قال عنها المسؤولون الأمريكيون أنها حادثة انتحار وهو ما ترفضه أسرة القتيل. وحسب الرواية الأمريكية التي تقول إن ياسر الزهراني وبجانبه شخصان آخران أحدهما سعودي والآخر من الجنسية اليمنية أقدموا على الانتحار في يوم 9 يونيو من عام 2006 وعثر على جثثهم صباح اليوم التالي، في حين كذبت بعض التقارير الصحفية رواية الانتحار والبعض الآخر أشار إلى أن أسباب الانتحار كانت بسبب تعرض المعتقلين الثلاثة للتعذيب والإساءة والاحتقار والمعاملة القاسية التي كانوا يتلقونها . وأوضح مركز الحقوق الدستوري أن لديهم إفادات لمعتقلين سابقين في غوانتانامو تروي الساعات الأخيرة قبل الإعلان عن مقتل ياسر وزميليه والتي صاحبتها عمليات شغب داخل المعتقل، وإخلاء كل العنابر المجاورة لزنازين القتلى الثلاثة . كما أن والد ياسر الزهراني كان قد تلقى إتصالاً هاتفياً من رئيس تحرير صحيفة هاربر الأمريكية المستقلة «سكوت هارتن» أبلغه أن ستة جنود أمريكيين كانوا حراساً في المعتقل كشفوا عن تفاصيل مقتل ابنه، ويؤكدون أن ابنه ياسر لم ينتحر، إنما قتل، ويشهدون على ذلك ويعتذرون عن تأخير هذه الشهادة بسبب الضغوطات والتهديدات. وذكر المركز الحقوقي أن والد ياسر الزهراني وجه رسالة إلى الرئيس الأمريكي بارك أوباما وعرف فيها عن نفسه بأنه والد المتوفى ياسر الزهراني الذي قيل زوراً إنه انتحر مع اثنين من المساجين، إلا أن جميع الأدلة والشهادات التي أدلى بها حراس السجن تؤكد خلاف ذلك . وأضاف في رسالته: أنه في حال وقوع جريمة في أي مجتمع ديمقراطي يتم رفع لواء حقوق الإنسان والدفاع عن حقوق البشر وليس الصمت عنها . كما وجه في الرسالة ذاتها سؤالاً للسلطات القضائية قائلاً: " لماذا ترفضون النظر في هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، هل الأمريكيون والغربيون فقط هم من يستحقون الدفاع والنظر في حقوقهم الإنسانية؟ وأشار في نهاية رسالته للشعب الأمريكي: " أخبركم بأن سبب الكراهية ضد أمريكا تزداد يوماً بعد يوم في جميع أنحاء العالم بسبب تجاهل مشاعر الناس وعدم احترام الآخرين وترك السياسيين وذوي النفوذ وصناع القرار لارتكاب الجرائم الخطيرة، موضحاً أنه لا شيء سيعيد له ابنه، إلا أنه يأمل في أن يتم تقديم المجرمين للعدالة لإحقاق الحق وانتصاراً لحقوق الإنسان . وكان ياسر الزهراني قد اعتقل في عام 2001 في أفغانستان وكان حينها عمره " 17 عاماً "، وظل في معتقل غوانتانامو إلى أن توفي في عام 2006، وكتب أول رسالة لأسرته بعد القبض عليه في عام 2002، حيث ذكر فيها أنه بصحة جيدة وعليهم الصبر، أما رسالته الأخيرة فوصلت عام 2005 وقال في بعض سطورها «أمي الغالية، لا أعرف من أين أبدأ وماذا أقول، ولكن سامحيني أولاً على الانقطاع الطويل عن المراسلة، ويعلم الله أني لم أناسكم لحظة، ولكن هناك بعض الظروف التي منعتني من كتابة الرسائل.. علاقتي بالمولى عزّ وجل قوية، وثقتي به تزيد يوما بعد يوم». ويتابع «لا تشغلوا أنفسكم بالسؤال عني والتفكير في حالي، فإني وإذ أسرت بديني فروحي تسبح في فضاء واسع رحب لا يرده إلا ما حرم الله؛ اشغلوا أنفسكم فيما يفيدكم" .