اتّفق الإعلاميان صلاح الغيدان وأحمد الفهيد أن "تويتر" ليس وسيلة إعلامية لأنه لا يخضع للرقابة التحريرية، ومجالاً واسعاً لنشر الإشاعات والكذب، وأن لغة الحوار التي تدور في فضائه كشفت ضحالة الوعي "الحواري" لدى المجتمع السعودي. جاء ذلك في لقاء "مقهى الحوار" بعنوان: حوار الشباب في تويتر، الذي أقامه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في مقر"أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي العام" بجانب نادي الشباب بحضور الأمين العام للمركز الدكتور فهد السلطان، والتقى خلاله المتحدثان الزميلان صلاح الغيدان وأحمد الفهيد الجمهور المهتم والمتطلع لنشر ثقافة الحوار الجيد والإيجابي.
واستهل الإعلامي أحمد الفهيد حديثه قائلاً "بعد عامين من تجربتي في تويتر وجدت أن هناك تقصياً واستقصاءً وإصراراً على فرض الرأي والفكرة أثناء الحوار مع أي شخص لا يحاول أن يفهم أو يقتنع، أو يفكر أثناء حديثك معه بنافذة أخرى يطل عليك عبرها، وبعضهم يفهم إذا كان الذي أمامه مسؤول أو صاحب منشأة أو إعلامي أنه متعالٍ، وهذا خطأ، وثقافة الحوار لدينا تحتاج إلى عمل جبار لتصحيحها."
وأضاف الفهيد "المدارس لا تنمي ثقافة الحوار، أنا تخرجت في عام 1410 ه من المرحلة الثانوية، ولم أستفد شيئاً، وألحظ إلى الآن أن ثقافة الحوار لم تتغير أو تتطور، والصبغة الحوارية السائدة بين الأطراف في المدارس والمجتمع ومشاهير التويتر هي أشبه ما تكون بخطبة الجمعة، يأتي الخطيب ويلقي خطبتين ويصلي بالناس والوعد الجمعة القادمة" !!
وتابع: "الوسط الرياضي سيئ والحوار في الرياضة بذيء، وأقصد بالوسط هو الجمهور الرياضي المتعصب، والإعلام هو جزءٌ من التعصب، ومن خلال المناقشات والحوار في تويتر عرفت المزاج العام، وسياستي هي التخاطب والحوار مع أي شخصٍ، ومع ذلك فقد أصبنا بخيبة أمل مما يحدث في تويتر اتهامات ودخول في النوايا وإقصاء للطرف الآخر، وتويتر وسيلة ضغط، وفيه من الكذب ما الله به عليم، ولا يعد سلطة كالإعلام."
الزميل الآخر صلاح الغيدان الإعلامي المهتم بالشأن الاجتماعي عرّف نفسه أمام الحضور بأنه متخصص في التوعية، ورسالة الماجستير التي يقدمها هي في ال"تويتر"، وبدأ حديثه مشكلاً الدائرة التي تحيط بالنشء وهي الأسرة والمدرسة ودور العبادة والمجتمع .
وحمّل الغيدان الأسرة مسؤولية زرع ثقافة الحوار والتعاطي بين الطفل أو الطالب والطرف الآخر قائلاً "الحوار والتأسيس يأتي من الأسرة، في حين يعد الشارع والمسجد هي مكملة، وأرقى أنواع التوعية هي التوعية الشخصية".
ورمى صلاح الغيدان أمام الحضور بقناعته حول التعامل مع "تويتر" عندما قال " تويتر كشفنا من أول لحظة، وأصابنا من خلال التعاطي الدائر الآن بخيبة أمل، والحل الوحيد في جعل بيئة تويتر بيئة صحية هي "القدوة" الإيجابية، فالقدوة الحسنة إذا نقلناها إلى ساحة تويتر قضينا على كل السلبيات، ونشرنا ثقافة الخطاب النزيه وفن التعامل". واعتبر الغيدان "تويتر منصةً للحوار بغض النظر عن مستوى الأطراف وأفكارهم، وقال "بمجرد وجود مرسل ومستقبل ورسالة ورجع الصدى فهذا هو الحوار، لكنه لا يصنف وسيلة إعلامية، ولا يخضع لرقابة، ولا يتسع لسياسة الإعلام التقليدي".
مشاهدات من اللقاء - أدار اللقاء الزميل الإعلامي إسماعيل العمري . - روى أحمد الفهيد موقفاً حدث له في أحد شوارع الرياض قبل ثلاث سنوات مع سائق ليموزين باكستاني كاد يصيب أولاده بمكروه، وأفاد بأنه تعلم من الحادثة درساً "بالتي هي أحسن"، ومن حينها لم يخاصم أحداً في الشارع . - قال صلاح الغيدان: استفدت من دراستي في أمريكا بعدم ركوب أي طفلٍ في سيارتي إلا بالجلوس في مقعده المخصص، وأثبتت لي جمعية المعاقين أن الأطفال المعاقين هم ضحايا السائقين البالغين . - أحمد الفهيد قال للحضور إنه في السنة التطبيقية بعد الجامعة تعامل بوحشية مع الطلاب بالعصا، وأنّب ضميره حينها، وأيقن أن الحوار وإيصال الرسالة ليس بالقوة والضرب . - الغيدان رأى أن هناك من يسيئون للمجتمع السعودي بتصرفاتهم، مستشهداً بموقف شاهد من خلاله رجل مرور يحمل في يده سيجارة، والأخرى هوية قائد المركبة، في منظر مزعج، وعلى الفور بعث برسالة نصية لمدير مرور الرياض حينها اللواء المقبل، وقال لو شاهد التصرف أحد الصحفيين الأمريكان أو الأوروبيين والتقط صورة ونشرت في الإنترنت والصحف والوكالات الأجنبية لأساءت لنا . - أرجع أحمد الفهيد الفضل فيما وصل إليه من مكانة بعد الله للدكتور سلمان العودة . - الدكتور فهد السلطان أمين مركز "الحوار الوطني" قال إن مقهى الحوار مفتوح لجميع الشباب السعودي، والخطة القادمة هي استضافة مشاهير ورموز المجتمع . - اتّفق الضيفان على أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يقدم خدمات جليلة في سبيل نشر ثقافة الحوار، وستظهر نتائجها جلياً في السنوات القليلة القادمة .