افتتح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان، نيابة عن الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجه، الفعاليات التي نظمها النادي الأدبي بالرياض داخل مقره في حي الملز يوميْ الثلاثاء والأربعاء، وذلك بحضور عدد من المثقفين والأدباء والفنانين التشكيليين. وبدأ الحفل بكلمة ألقاها رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله الحيدري؛ استهلها بالحديث عن جهاد المؤسس الملك عبدالعزيز في بناء هذا الكيان العظيم، مشيداً بجهود أبنائه الذين تولوا الملك من بعده، ودورهم في الحفاظ على هذا الكيان وخدمة الشعب.
واستعرض إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خاصة في المجالين العلمي والثقافي، وضرب مثالاً عليها بارتفاع عدد الجامعات والأندية الأدبية.
وقال رئيس النادي: "أقدم الشكر لوزير الثقافة والإعلام الذي وافق على أن يكون احتفال النادي باليوم الوطني تحت رعايته، وأزجى الشكر لوكيله للشؤون الثقافية على حضوره وافتتاحه الفعاليات".
وأضاف: "أقدّم الشكر، نيابة عن أعضاء مجلس إدارة النادي، للأستاذ سلطان السلطان الذي أهدى مكتبته للنادي، والمشرف على كرسي الأدب السعودي الدكتور صالح بن معيض الغامدي، ورئيس النادي التشكيلي صالح الخليفة، والعاملين معهما على مشاركتهم بفعاليات في احتفال النادي باليوم الوطني".
وألقى وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور أحمد بن عبدالله السالم قصيدة عنوانها "نقش الحنايا"، منها:
وطني إن أمرتَ سمعاً وطاعة وطني إن نهيتَ كلي قناعه
أنت عشقٌ نقشته في الحنايا والحنايا بغيثه ممراعه
يتساوى حبي وحجم بلادي ويوازي شموخَه واتساعه
وكرّم "الحجيلان" "السلطان"؛ تقديراً لمبادرته الوطنية بإهداء مكتبته الشخصية للنادي.
وألقى "السلطان" كلمة قال فيها: "من دواعي سروري أن أقف اليوم وسط هذا المحفل الثقافي العريق خاصة مع حلول مناسبة غالية وهي ذكرى اليوم الوطني، وأشكر النادي ومجلس إدارته على قبولهم هذا الإهداء لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الكتب التي جمعتها على مدى سنوات طويلة من عمري".
وتوجّه "الحجيلان" والحضور من أجل افتتاح معرض إصدارات كرسي الأدب السعودي، وعددها 12 إصداراً متنوعاً ما بين إعادة لإصدار كتب الرواد النافدة، رسائل جامعية، كتب مترجمة من العربية إلى اللغة الروسية، المعرض التشكيلي الذي ضم 45 لوحة بمشاركة عدد من الفنانين والفنانات، ومرسم الأطفال.
وأبدى "الحجيلان" إعجابه بما حواه المعرضان من كتب قيّمة تتجه نحو خدمة الأدب في المملكة، ولوحات تشكيلية جميلة أبدعتها أيادٍ وطنية، إضافة إلى مرسم الأطفال الذي يمارس فيه الصغار هواياتهم للتعبير عن حبهم لوطنهم.
وانطلقت فعاليات ندوة "الوطن بين الشعروالسرد"، التي نظّمها كرسي الأدب السعودي بالتعاون مع النادي الأدبي، وشارك فيها الناقد الدكتور معجب بن سعيد العدواني، الشاعر عبدالله الصيخان، الروائية والقاصة أميمة الخميس، وأدارها عضو الفريق العلمي في كرسي الأدب السعودي الدكتور محمد القسومي.
وبدأت الندوة بورقة للشاعر "الصيخان"، خصّصها للحديث عن الشاعر الراحل محمد الفهد العيسى، ووصفه بأنه نقل الخزامى والشيح من القصيدة الشعبية ليزرعها في حديقة قصيدة التفعيلة، وقال: "هو ممن أسهموا في كتابة الأبجدية الأولى للشعر الحديث في بلادنا".
وحملت ورقة أميمة الخميس عنوان "مدينتي..تحدّثي كي أراك"، وتحدثت فيها عن مسقط رأسها "مدينة الرياض"، وعرضت تجربتها الكتابية في القصة والرواية؛ مشيرة إلى طبيعة الرياض ومتغيّراتها الحضارية والاجتماعية المذهلة.
وقالت "أميمة": "إذا عرفنا أن الرواية واحدة من صناعات المدينة البرجوازية الحديثة فإن التحدي يكمن في تحويل المدينة إلى لحظة حكائية".
وتحدث "العدواني" خلال تناوله لورقة بعنوان "ما كان شعراً وما ينبغي أن يكون سرداً"، وقال: "اقترنت مفردة الوطن في ثقافتنا العربية بمفردتين رئيسيتين هما الأهل والحنين، لكن المفردة كانت أكثر تلازماً مع كائنين اثنين لهما حضورهما الثقافي".
وأضاف: "الوطن غير منفصل عن الإبداع سواء في الموضوعات، أو الممارسات النقدية أو الاتجاهات، فهو الفضاء الذي تستلهمه تلك النصوص شعراً وسرداً، وهو ينساب في كل حرف ويُطل من كل مفردة مكتوبة مهما كان موضوعها".
وشهد يوم الأربعاء انطلاق فعاليات مسابقة "نبض للوطن"، بإشراف منتدى الشباب الإبداعي، وبمشاركة عدد من الشباب وتضمن جوائز قيمة، وكانت لجنة التحكيم مؤلفة من الدكتور عبدالرحمن العتل، الأستاذ عبدالرحمن الجاسر والأستاذة ليلى الأحيدب، وتولت اللجنة توجيه الشباب وتقويم مشاركاتهم.
وفي اليوم نفسه، أصدرت دار المفردات، بالتعاون مع النادي، كتاب "أُضاخ بين ذاكرة التاريخ والشعر"، وذلك خلال حفل خطابي تضمن كلمة للنادي، وكلمة للدكتور عبدالرحمن الفارس، وكلمة للناشر الأستاذ عبدالرحيم الأحمدي.