طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الخميس نظيره السوري بشار الأسد ب"التنحي"، معلناً للمرة الأولى أن الأسد "فقد شرعيته"، وهذا الأمر الذي يعتبر تحولاً كبيراً في سياسة الإدارة الأمريكية إزاء سوريا، حتى أنه قد يرقى إلى مستوى الدعوة إلى "تغيير نظام الحكم"، الدعوة التي تلقى دعماً محاطاً بالجدل في المجتمع الدولي.
وأعلن أوباما فرض مزيد من العقوبات "القاسية" على دمشق من بينها تجميد الأصول السورية وحظر الاستثمارات الأمريكية في سوريا، من بينها تجميد أصول الحكومة السورية في المناطق الخاضعة للقضاء الأمريكي، وفرض حظر على تعامل أي شخص أو شركة تجارياً مع الحكومة السورية، كما فرض حظراً على الواردات الأمريكية من النفط السوري ومنتجاته، وأيضاً فرض حظراً على أي فرد أو شركة أمريكية "لتعميق العزلة المالية لنظام الأسد".
وقال "قلنا باستمرار إنه على الأسد أن يقود انتقالاً ديمقراطياً أو أن يتنحى.. لم يقد (الانتقال) من أجل الشعب السوري، فقد أن الأوان لكي يتنحى الأسد"، إلا أنه أكد أن واشنطن "لا تستطيع أن تفرض ولن تفرض هذا الانتقال على سوريا" ووعد بالالتزام برغبة السوريين القوية "في عدم وجود أي تدخل خارجي في حركتهم" المطالبة بالتغيير.
وشدد على أنه "حان للشعب السوري أن يقرر مصيره، وعلينا أن نواصل الوقوف بحزم إلى جانبه"، في نبرة تبدو أكثر تشدداً وتناغماً مع نبرة الدعوة إلى "التحول الديمقراطي للسلطة"، تلك النبرة التي تستخدمها الإدارة إزاء مصر وليبيا منذ اندلاع الثورات الشعبية في كل منهما.
من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض أن أوباما "لا يعتزم" استدعاء السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد، بعدما دعا أوباما الرئيس السوري بشار الأسد لأول مرة إلى التنحي.
من جانبهم، حض ساركوزي وميركل وكاميرون النظام السوري على "وضع حد فوري لأي عنف والإفراج عن معتقلي الرأي والسماح للأمم المتحدة بإرسال بعثة لتقييم الوضع من دون أي عوائق"، مجددين إدانة "ألمانيا وفرنسا وبريطانيا القوية للقمع الدامي للمتظاهرين المسالمين والشجعان، وللانتهاكات الكبيرة لحقوق الإنسان التي يرتكبها الرئيس الأسد والسلطات السورية منذ أشهر".
واعتبرت الدول الثلاث أن "الرئيس الأسد الذي لجأ إلى القوة العسكرية الوحشية بحق شعبه، والذي يتحمل مسؤولية الوضع، خسر كل شرعية ولا يمكنه أن يحكم البلاد"، داعين الأسد إلى "أخذ العبر من الرفض الكامل للشعب السوري لنظامه والتنحي لمصلحة سوريا العليا ومن أجل وحدة شعبه".
من جهتها، اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على قطاع النفط السوري "تضرب قلب نظام" الرئيس السوري بشار الأسد وتدعم مطالبتها له بالتنحي.