أجبرت النجاحات التي تسجلها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الآونة الأخيرة، كبرى إمبراطوريات الإعلام العربي (مجموعة mbc ) على مسايرة التعاطف الشعبي والتقدير الذي تحظى به جهود الهيئة لتحقيق الأمن الاجتماعي. وبرز هذا التحوّل من خلال مسلسل (أيام السراب) الذي تنتجه مؤسسة الصدف التي يملكها الفنان حسن عسيري لصالح الmbc، حيث قدّم المسلسل حتى الآن رجل الهيئة النموذج من خلال بعض المشاهد التي تحاكي حياة الناس اليومية والتي يتماس فيها رجل الهيئة مع تفاصيل حياتهم اليومية. ويرى مراقبون أنه مع هذا التغير في تعاطي (mbc) مع صورة رجل الهيئة، إضافة إلى كونه مسايرة لرأي غالبية الشارع السعودي، ولا يمكن إغفال التغير الكبير الذي طرأ على جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد تولي الشيخ عبدالعزيز الحمين رئاستها، وعنايته بتصحيح الأخطاء وتكثيف الجرعات التدريبية لمنسوبي الهيئات في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها في فن التعامل مع الآخرين. مسلسل "أيام السراب" الذي يعرض حالياً على قناة mbc فاجأ المتابعين بعرض مشاهد تتناول الجانب المضيء لجهاز الهيئة وحسن تعامل أفراده مع المخالفين بلباقة ولطف وأريحية عالية. ويرى مراقبون أن وجود رجل الهيئة كان ضرورة يقتضيها البناء الدرامي للمسلسل، خصوصاً أنه دخل منطقة خصبة درامياً "قضايا الابتزاز"، وهي من الظواهر الاجتماعية المحلية التي انتشرت في الآونة الأخيرة واستطاعت الهيئة أن تكون الجهة المنقذة للعديد من الفتيات، ما أغرى القائمين على مسلسل "أيام السراب" لمعالجة الموضوع درامياً، لكنه جاء بشكل مختلف هذه المرة، ويبقى السؤال..هل هو واقع فرض نفسه، أم تحوّل في منهج (mbc)؟