حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من مغبة ضربة عسكرية أمريكية لسوريا قائلاً إن مثل هذا الإجراء قد يثير خطر اتساع نطاق الصراع إلي ما وراء حدود ذلك البلد، ويطلق موجة من الهجمات الإرهابية. وكتب "بوتين" في صحيفة "نيويورك تايمز" يقول إن هناك "أبطالاً قليلين للديمقراطية" في الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا منذ عامين ونصف، لكن يوجد عدد وافر من مقاتلي القاعدة والمتطرفين من جميع النحل يقاتلون الحكومة.
وجدد تأكيدات من حكومته ودمشق على أن هجوماً بأسلحة كيماوية في أغسطس تلقي الولاياتالمتحدة بالمسؤولية فيه على حكومة الرئيس بشار الأسد هو على الأرجح من عمل قوات المعارضة الساعية إلي إثارة تدخل خارجي.
وحذر "بوتين" من القيام بعمل عسكري بدون تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قائلاً: "يتعين علينا أن نتوقف عن استخدام لغة القوة".
وكتب "بوتين" يقول: "الضربة المحتملة من الولاياتالمتحدة ضد سوريا على الرغم من معارضة دول كثيرة وزعماء سياسيين ودينيين بارزين، بمن فيهم البابا، سينتج عنها مزيد من الضحايا الأبرياء والتصعيد، وهو ما قد يوسع نطاق الصراع إلي ما وراء حدود سوريا".
وأضاف قائلاً إن ضربة عسكرية إلي سوريا "ستزيد العنف وستطلق موجة جديدة من الإرهاب.. إنها قد تقوض الجهود المتعددة الأطراف لحل المشكلة النووية الإيرانية، وتزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
وقال "بوتين" إن من المزعج أن التدخل عسكرياً في الصراعات الداخلية لدول أجنبية أصبح "شيئاً عادياً" للولايات المتحدة.
وتساءل: "هل هذا في مصلحة أمريكا على المدى الطويل؟ أشك في ذلك.. هناك الملايين حول العالم الذين ينظرون بشكل متزايد إلى الولاياتالمتحدة ليس كنموذج للديمقراطية، بل تعتمد فقط على القوة الفجة ونسج ائتلافات تحت شعار (إما أن تكون معنا أو ضدنا)".
وقال "بوتين" إنه يحتفظ بعلاقة عمل وعلاقة شخصية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما "تتسم بثقة متنامية"، وأضاف قائلاً: "أرحب باهتمام الرئيس بمواصلة الحوار مع روسيا بشأن سوريا".