قال العقيد الليبي معمر القذافي إنه يستحيل عليه أن يترك "شعبه المخلص"، مشددا على أنه سيبقى مع الشعب ومعه سلاحه "حتى آخر قطرة" من دمائه. واعتبر في كلمة ألقاها عبر الهاتف وبثها التلفزيون الليبي مباشرة أن مجرمي الحرب هم "قادة أوروبا وحلف الأطلسي"، مكرراً الدعوة لزحف مليوني على معاقل الثوار بالجبل الأخضر وبنغازي. ورأى القذافي أنه "سينتصر" في الحرب التي تستهدفه، معرباً عن عدم اكتراثه بالمصاعب الحياتية التي يواجهها الليبيون، قائلاً: "نحن على استعداد للعيش دون كهرباء أو وقود أو أبنية أو مكيفات، ولكن بنادقنا ستبقى في أيدينا حتى النهاية". ووصف القذافي قادة أوروبا ب"مجرمي الحرب" وقال: "يجب القبض على مجرمي الحرب وإحالتهم لمحكمة الجنايات الدولية، هم من يجب أن يرحل ويترك شعوب أوروبا، نحن نتكلم باسم الأمة العربية والإسلامية وقارة أفريقيا، نحن قادتها ورمزها، نريد صداقة وسلام مع شعوب أوروبا وليس مع قادتها". وتابع: "إذا كان هناك من محكمة جنايات يجب عليها أن تقبض على قادة الأطلسي، هذه ليست محكمة هذه أداة استعمار، من يعترف بها؟ طز". وأكد العقيد الليبي الذي يزداد موقفه حرجاً مع تقدم الثوار باتجاه العاصمة أنه "صامد حتى النهاية مهما كانت النهاية"، ودعا حلف شمال الأطلسي إلى "التوقف عن القصف لحماية المدنيين". وختم القذافي رسالته بالقول: "استعدوا لإنهاء المعركة، استعدوا لإنهاء هذا المسلسل بالزحف الجماهير، لا يوجد جيش نظامي بل شعب مسلح يزحف بالملايين للجبل الغربي ومصراتة وبنغازي.. نقهر الخونة والأعداء ونفرض السلام في ربوع ليبيا كما كان (الوضع) في يناير" في إشارة إلى فترة ما قبل الثورة. وأضاف: "ستنفجر المناطق المحكومة الآن بالرشاشات، استعدوا للزحف على الجبل الغربي بالرجال والنساء، إلى الأمام إلى الأمام". ويبدو أن كلمة القذافي متعلقة بما ينشر عن وجود اتجاه لحل سياسي في البلاد يقتضي عزله عن السلطة، علماً أن ما يرشح حول هذا الحل متضارب، وإن كان يشير في بعض جوانبه إلى إمكانية السماح له بالبقاء في ليبيا.