بذل رجال البحث والتحريات بمحافظة شقراء، جهوداً مضنية وعملاً مميزاً، من خلال توصلهم للقبض على عصابة سارقي المنازل في أيامٍ معدودة، رغم انعدام الأدلة في جميع البلاغات الواردة لمركز الشرطة بالمحافظة. وتعود تفاصيل القضية، إلى تعرُّض أكثر من ستة منازل لمواطنين بحي القارة بشقراء، لعددٍ من السرقات، وذلك بعد منتصف الليل وحتى صلاة الفجر، حيث يُفاجأ المواطنون بوجود اللصوص داخل بيوتهم، وفور مشاهدتهم قاطني المنزل يلوذ اللصوص بالفِرار في عتمة الليل.
يقول المواطن "ع. س": "خرجت من صلاة الفجر متوجهاً إلى منزلي، ولما وصلت للبيت سمعت صراخ أهلي داخل البيت، فهرعت لنجدتهم فلما وصلت إليهم أفادتني زوجتي بأنها رأت لصاً في غرفة الأولاد النائمين، يبحث عن شيء يسرقه، وتقول إنها رأته يأخذ جوّال أحد الاولاد في أثناء هروبه وخرج مسرعاً".
وأوضح المواطن "م. ش.": "رجعت إلى بيتي أنا وأطفالي الساعة 12 منتصف الليل، وذلك بعد قضاء سهرة مع الأقارب والأصدقاء، ولما دخلت البيت سبقني أولادي الصغار إلى صالة البيت، لأُفاجأ بصرخاتهم المفزعة وترديدهم "حرامي"، فهرعت لنجدتهم متوجهاً إلى الصالة، لأجد أحد اللصوص في وسط المنزل، وفور مشاهدتي له خرج من البيت على وجه السرعة مستغلاً انشغالي بتهدئة أطفالي".
وأضاف: "تبين لنا بعد ذلك أن عدداً من بيوت الجيران، تعرّضت للسرقات، ويهدف منفذوها لاختلاس كل ما خفّ حمله وزاد ثمنه من جوّالات أو مجوهرات أو مبالغ مالية".
وتابع: "مع الأسف الشديد أن الجيران لم يستطع أحدٌ منهم التوصل لأي دلائل تثبت أوصاف اللصوص لسرعة اختفائهم وشدة الظلام، إضافة إلى انشغال أصحاب المنازل واهتمامهم بسلامة أطفالهم وعائلاتهم".
وتفاعلت شرطة شقراء بدورها مع بلاغات المواطنين على الفور، ونشرت رجال البحث والتحريات في الحي والأحياء المجاورة وكثفت الرقابة على المحال التجارية بالمحافظة المتخصّصة في بيع الأجهزة ولاسيما محال بيع الجوّالات.
وعلمت "سبق" من مصادرها أنه بعد جهودٍ مضنيةٍ وعملٍ دؤوبٍ بذله رجال البحث، تمكنوا من الحصول على أحد الجوّالات المسروقة في أحد المحال لكن دون أي معلوماتٍ عنه وعن صاحبه، حيث لم يلتزم بائع المحل باخذ اثبات البائع، إضافة لقيام السارق بمسح جميع المعلومات المحفوظة في الجوّال، وبعد الاستعانة بالله ثم بأحد المحال المتخصّصة في أجهزة الجوّال تمت استعادة المعلومات التي تحتويها ذكرة الجوّال، وبفضل الله ثم بفضل فطنة رجال البحث تمّ الاستدلال على هوية سارق الجوّال ليتم البحث عنه والقبض عليه، وبعد التحقيق معه ومواجهته ببعض الحقائق اعترف بالسرقة، وبيّن أنه أحد أفراد عصابة آسيوية تتكوّن من خمسة أشخاص وتسكن في أحد المباني الذي يتم إنشاؤه داخل حي القارة "مبنى مركز التنمية الاجتماعية".
وأوضح اللص أن العصابات يتزعمها قائد الشاحنة "باكستاني الجنسية"، ويتواجد في فرع الشركة بمحافظة عفيف لتجديد رخصة القيادة الخاصّة به، فتم القبض على بقية أفراد العصابة المتواجدين بالمحافظة واحداً تلو الآخر.
وقال المصدر: "بعد القبض على الجناة توقع الجميع علم قائد العصابة المتواجد في عفيف بالأمر، حيث إن القبض على الجناة كان داخل سكن الشركة بشقراء، وخشية هروبه قام رجال الأمن باستدراجه عن طريق الاتفاق مع أحد أفراد العصابة المقبوض عليهم، وذلك بالاتصال به وطمأنته بأن سؤال الشرطة عنه جاء لمجرد استفسار عن حادث سير، حصل لشاحنة مشابهة للشاحنة التي يقودها، وإن الشرطة قامت بإطلاق سراحهم جميعاً".
وأضاف المصدر: "في هذه الأثناء توجهت فرقة أمنية من شرطة شقراء، إلى محافظة عفيف بعد التنسيق مع الجهات الأمنية في كل من الرياض وعفيف، وبعد وصول الفرقة الى عفيف في ساعة متأخرة من الليل تم الاستدلال على سكن قائد العصابة وعلى الفور قامت بالقبض عليه، واحتفظت بالمضبوطات التي وجدت بحوزته".
وتابع المصدر: "بعد تصديق اعترافات الجميع بالمحكمة دعت الشرطة المواطنين المسروقة منازلهم لتسلُّم أجهزتهم المسروقة، إلا أنها فُوجئت بوجود كاميرتين احترافيتين ضمن المضبوطات لم يبلغ عنهما أصحابها، وبعد البحث في ذاكرتها استطاع رجال البحث الاستدلال على هوية أصحابها من خلال الصور، حيث تبين أن إحدى الكاميرتين لمواطن تمت سرقة بيته والأخرى لصحفي بالمحافظة سُرقت من بيته ولم يبلغ عن سرقتها، وبعد دعوة الصحفي والمواطن لمركز الشرطة تعرّفا عليهما وتسلّماهما".
وأشاد المواطنون بالجهود المميزة التي بذلها رجال الأمن في القبض على هذه العصابة، وقالوا: "لقد بذل محافظ شقراء محمد بن سعود الهلال، ورجال الامن بالمحافظة بقيادة مدير الشرطة العقيد فهد بن عبدالله العجمي، جهوداً جبارة في سبيل القبض على الجناة وتخليص المجتمع من شرورهم في أيام معدودة".
وأضافوا: "إننا نناشد المسؤولين بضرورة ترحيل عمال الشركة من سكنهم الذي شيدوه داخل مبنى مركز التنمية الاجتماعية، لكونه يتوسط بيوتنا في حي القارة، ولاسيما أن السكن الذي اتخذه الجناة منطلقا لجرائمهم يحتوي على أكثر من 80 عاملاً من جنسيات مختلفة".