سرّب موقع ويكيليكس برقية دبلوماسية صادرة من السفارة الأمريكية في العاصمة اليمنية صنعاء، بتاريخ 23 مايو 2005 عن اجتماع غير رسمي مع شخصية يمنية، تتهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح باهتمامه بإثراء عائلته أكثر من اهتمامه باتخاذ قرارات إستراتيجية لمستقبل اليمن. وتعمد الموقع شطب اسم الشخصية اليمنية المذكورة في البرقية في جميع المواقع التي ورد فيها لأسباب أمنية وقانونية، وتقول البرقية أن السفير الأمريكي في صنعاء توماس كراجيسكي اجتمع بشكل غير رسمي مع الشخصية اليمنية، التي أبدت تشاؤمها من طريقة الرئيس علي عبد الله صالح في إدارة البلاد. وقالت صحيفة النهار الجديد الجزائرية التي نشرت الخبر نقلا عن الشخصية اليمنية، إن صالح يصبح أكثر عزلة يوما بعد يوم وأقل استماعا للنصائح التي تسديها له بعض الشخصيات العملية والتقدمية في الحكومة اليمنية، يعقبها تعليق البرقية على هذه التصريحات بالقول إن السفارة الأمريكية قد استمعت بالفعل إلى هذا النوع من الطرح من عدة شخصيات في الحكومة اليمنية، وادعت الشخصية اليمنية حسب البرقية- أن الرئيس صالح مهتم فقط بإثراء عائلته وعلى وجه الخصوص قائد الجيش الشمالي علي محسن الأحمر الذي يعتبر ثاني شخصية متنفذة في اليمن، وأن صالح لا يستمع إلا إلى نفسه ويتمتع بثقة غير واقعية بأنه يتخذ القرار الصائب على الدوام، بالرغم من أن الأحمر انشق على الرئيس صالح مؤخرا وانضم إلى حركة المعارضة التي تنشط في اليمن، مطالبا بتنحيته عن الحكم. ووصفت الشخصية اليمنية ما يحدث بفساد صالح وأسرته، وأعطت مثالا على التكاليف المفزعة التي رصدت للاحتفال بالذكرى الخامسة عشرة للوحدة يوم 22 مايو، قبل يوم من تاريخ كتابة هذه البرقية، والتي وصلت إلى 300 مليون دولار أمريكي، ذهب جلها إلى جيوب المسؤولين الذين أشرفوا على ترتيبات الاحتفال. كما تعلق البرقية على ما قالته الشخصية اليمنية بالقول إن الشخصية اليمنية ليست هي الأولى التي تنقل لنا مثل هذا التقييم المتشائم لأداء الرئيس صالح وأعوانه، وتضيف أن السفارة تستقبل بوتيرة متصاعدة تلميحات وتذمرا من شخصيات أخرى، إحداها أخبرت السفير الأمريكي مؤخرا أنه ينوي ترك العمل السياسي لأن الرئيس صالح لم يعد يستمع إلى نصائحه. وأشارت البرقية إلى شخصية أخرى قالت أنها ورغم انتفاعها المادي منالأعمال والصفقات المشبوهة التي يتورط فيها صالح، فإنها تنوي ومجموعة من السياسيين والبرلمانيين تكوين جبهة للضغط على الحكومة باتخاذ إجراءات لمكافحة الفساد وخطوات إصلاحية أخرى.