وسط روحانية وانكسار لله سبحانه وتعالى ينتقل الزائر للمسجد النبوي الشريف شوقاً لأداء الصلاة فيه، والسلام على المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وخلال انتقاله عبر الساحات المحيطة بالمسجد النبوي الشريف من جهاته الأربع التي تبلغ مساحتها الإجمالية 265000م2 يخالجه مزيج رائع من الراحة والطمأنينة والامتنان، لما تمت تهيئته من مساحات واسعة لراحة ضيوف الرحمن زوار المسجد النبوي. ورفع العديد من الزوار شكرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، لما لمسوه من إمكانيات واستعدادات لراحة ضيوف الرحمن زوار مسجد المصطفى، صلى الله عليه وسلم، منذ دخولهم للمملكة وحتى مغادرتهم لبلدانهم, مقدرين الخدمات التي تم توفيرها لهم، وبالأخص المظلات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، وعددها 250 مظلة، وهي مزودة ب436 مروحة على أعمدة الساحات لتلطيف الهواء باستخدام رذاذ الماء حتى تكون الساحات مهيأة للصلاة بشكل كامل.
ويشرف على هذه المهام إدارة الساحات والمواقف، التابعة لوكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، ويقع تحت مسؤوليتها الإشراف على ساحات المسجد النبوي، وما فيها من مرافق ومواقف للسيارات وتنظيم الممرات داخل المسجد وتوسعاته، حيث يسعى العاملون في الإدارة إلى تقديم أفضل الخدمات لزوار مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى يتمكنوا من أداء عباداتهم بخشوع وطمأنينة.
وأوضح مدير إدارة خدمات الساحات والمواقف بالمسجد النبوي عبدالعزيز بن عمير الردادي ل"واس" أن الإدارة تقدم خدماتها لزوار المسجد النبوي في جميع المواسم، ونفذت خطتها المتعلقة باستقبال الزوار والمصلين خلال شهر رمضان 1434ه, حيث تتولى الإدارة الإشراف على ساحات المسجد النبوي ومواقف السيارات, لافتاً إلى أن من مهام العاملين في الساحات إرشاد الزوار من الرجال والنساء، إلى المواقع المخصصة لكل منهم ومنع البيع في الساحات، كما تتولى تنظيم الممرات المؤدية إلى أبواب المسجد النبوي، وأبواب السلالم الكهربائية، التي تنقل المصلين إلى السطح، وتنظيم الممرات داخل المسجد النبوي والمحافظة عليها، وترتيب الحركة فيها حتى يتمكن المصلون من الوصول إلى جميع أروقة المسجد بيسر وسهولة.
وذكر "الردادي" أن الإدارة تقوم بالتنسيق مع الإدارات الأخرى العاملة بوكالة الرئاسة بشأن توفير الخدمات للزوار والمصلين ومتابعة تنفيذ الخطط الموضوعة, مشيراً إلى أن من المهام الجديدة التي نفذت في شهر رمضان هذا العام خدمة الزائر والحاج "إرشاد" التي تتعلق بإرشاد الزوار والمصلين إلى المواقع داخل المسجد النبوي، وساحاته ومرافقه وإرشاد التائهين إلى مساكنهم باستخدام التقنية الإلكترونية، وتقديم خدمة التوصيل لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة عند قدومهم إلى المسجد النبوي وخروجهم منه، حيث يعمل في هذا الخدمة أكثر من 100 موظف، وخصص لها 20 سيارة "جولف" وأجهزة لاسلكية للتوصيل بين الموظفين.
وبين "الردادي" أن إدارة الساحات والمواقف تتولى الإشراف على مواقف السيارات التي تتسع لأكثر من 4500 سيارة، والإشراف المباشر والتأكد من قيام الشركة القائمة بأعمال التشغيل التجاري للمواقف بكل التزاماتها التعاقدية مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، مفيداً بأنه تم في هذا العام افتتاح مدخل المواقف من الجهة الشرقية "مدخل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه" لدخول السيارات وخروجها, كما تمت إعادة فتح مدخل طريق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبذلك يكون اكتمل فتح جميع مداخل المواقف وعددها ستة مداخل.
كما فتحت محطة النقل العام بالجهة الشرقية مدخل "طريق الملك عبدالعزيز" والمخصصة للتحميل والتنزيل فقط، وتتسع ل18 حافلة كبيرة و71 سيارة صغيرة, مشيداً بالتعاون المثمر والبناء بين إدارة الساحات والمواقف وإدارتي شرطة المواقف ومرور المدينةالمنورة من بداية الشهر المبارك لتنظيم دخول السيارات إلى المواقف وخروجها منها بكل يسر ومنع الوقوف العشوائي، مما أسهم في إنهاء الكثير من السلبيات التي كانت تحدث السنوات الماضية مما كان له الأثر الإيجابي لدى مستخدمي المواقف.
وتابع "الردادي" بأن إدارة الساحات والمواقف تشرف على تنظيم موائد الإفطار داخل ساحات المسجد النبوي، التي روعيت فيها خصوصية المسجد النبوي وحرمته والحرص على النعمة من الامتهان، حيث جُعل لها ترتيب خاص وتم تحديد مواقع لها في الساحات الشمالية والشرقية والغربية، كما روعي فيها الابتعاد عن الرخام الأبيض بمسافة كافية وسعة الممرات بينها لمرور المشاة وسيارات الخدمات وفصل مواقع الرجال عن النساء، وعدد الوجبات التي تقدم يومياً يصل إلى أكثر من 100 ألف وجبة وبضوابط واشتراطات يلتزم بها أصحاب السفر المسجلة أسماؤهم وعناوينهم لدى إدارة الساحات والمواقف.