أعلنت وزارة الحج عن تمديد فترة استقبال طلبات تأشيرات العمرة إلى منتصف شهر رمضان الحالي. وأكد وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة، عيسى رواس، أن وزارة الحج، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية، قررت تمديد فترة استقبال طلبات تأشيرات العمرة إلى 15 رمضان الحالي، وذلك في إطار الضوابط المحكمة التي تطبقها الوزارة فيما يخص قدوم المعتمرين من خارج المملكة، وبما يحقق الصالح العام.
وكشف رواس عن قيمة المشروعات القائمة وتحت الدراسة في الحرمين، والتي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين تحقيقاً لراحة ضيوف الرحمن وسلامتهم، مؤكداً وصول نحو 4.860 مليون معتمر منذ بداية العام حتى أول من أمس، وبزيادة قدرها نحو 66 ألف معتمر عما كانت عليه الأعداد مقارنة بالعام الماضي.
وأضاف: "بلغ عدد المعتمرين الواصلين فعلياً إلى أراضي المملكة من بداية العام حتى أمس الأول، نحو 4.860 مليون معتمر"، مؤكداً أن ما يميز هذا العام أن عدد المتبقين داخل المملكة حالياً هو 380 ألف معتمر بنقص يقدر بنحو 251 ألف معتمر عما كانت عليه هذه الأعداد في العام الماضي؛ مما يدل على وجود تحكم كبير في ضبط آلية ضخ التأشيرات هذا العام.
وقال: "شهد العام الجاري انطلاق واحد من أكبر المشروعات العملاقة التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين تحقيقاً لراحة ضيوف الرحمن وسلامتهم، وهذا المشروع هو مشروع توسعة المطاف، والذي يأتي واسطة العقد لعدد كبير من المشروعات الضخمة التي هدفت وتهدف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لكافة المواقع التي يمر بها ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار لمسجد المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، ولكن الأمر لابد أن ينتهي بهم لأداء الطواف، فجميع الأعداد الضخمة، والتي تتزايد يوماً بعد يوم لا تتمكن من استكمال أداء مناسكها إلا بأداء نسك الطواف حول الكعبة المشرفة؛ لذا فقد كان لزاماً توسعة المطاف ليواكب المشروعات العملاقة الأخرى التي تمت وتتم بشكل متواتر ومتسلسل دون توقف".
وأوضح أن "من أبرز هذه المشروعات: مشروع توسعة المطاف ليستوعب أكثر من 105 ألف طائف في الساعة، بعد أن كانت طاقته الاستيعابية لا تزيد عن 48 ألف طائف في الساعة، وهذا المشروع تحت التنفيذ حالياً، كذلك مشروع توسعة الحرم المكي الشريف، وهي أكبر توسعة تتم على الإطلاق، والتوسعة التي يجري العمل على تنفيذها سوف تتم بشكل على المحور الرأسي والأفقي في آن واحد، وتوازي المساحة الحالية للحرم مع المحافظة على الطابع الحالي للمسجد، والطاقة الاستيعابية للتوسعة الجديدة في حدود مليون ومائتي ألف مصل، وتبلغ التكلفة التقديرية لهذا المشروع نحو 40 مليار ريال تقريباً".
وأضاف: "أيضا مشروع توسعة الحرم النبوي الشريف (رأسياً وأفقياً) ليستوعب نحو مليوني مصل، وهي أكبر توسعة تتم على الإطلاق، وتبلغ تكلفة هذا المشروع نحو 15 مليار ريال، وتوسعة المسعى رأسياً وافقياً، حيث أصبح عدد مستويات المسعى أربعة مستويات، بمساحة إجمالية تجاوزت 87 ألف متر مربع، بعد أن كانت المساحة الإجمالية لا تتجاوز 29 ألف متر مربع، وتوسعة منشأة الجمرات، حيث أصبحت ستة مستويات تشمل الأرضي، أربعة أدوار، بدروم، بعد أن كانت مستويين فقط تشمل الأرضي والأول فقط؛ مما زاد الطاقة الاستيعابية للراجمين لتستوعب نحو ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل التوسعة، ولتساهم مساهمة فعالة في ضبط إدارة الحشود البشرية في واحدة من أكثر المواقع ازدحاماً، وبلغت تكلفة هذا المشروع نحو أربعة مليارات ريال".
وتابع: "واستكمالاً لهذا المشروع؛ فقد تم إنشاء العديد من الأنفاق والجسور التي تربط مختلف مناطق منى بهذه المنشأة، والتي بلغت تكلفتها نحو مليار ريال، كذلك مشروع قطار المشاعر الذي يهدف إلى تخفيف الازدحام المروري بتقليل عدد الحافلات، واختصار الفترة الزمنية للتنقل بين المشاعر المقدسة دون وجود أي عوائق، وبلغت تكلفة الخط الجنوبي لهذا المشروع نحو ستة مليارات تقريباً، ووجه -حفظه الله- بإنشاء الخط الشمالي، وجار حالياً الدراسات اللازمة لذلك".
وأضاف "ومشروع النقل العام بمكةالمكرمة، والذي يربط مختلفة مناطق مكةالمكرمة بشبكة متكاملة ومتنوعة من وسائط النقل مثل: القطارات، المترو، الحافلات، السيارات، وتبلغ التكلفة المبدئية لهذا المشروع نحو 62 مليار ريال تقريباً.
من جانبه أكد نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة شعائر للتنمية السياحية مختص اقتصاديات الحج والعمرة، أحمد بافقيه، أن وزارة الحج تهدف إلى تذليل العقبات أمام المعتمرين من كافة أنحاء العالم، من خلال التنسيق مع الجهات المعنية، والموافقة على تمديد فترة تأشيرات المعتمرين حتى 15 رمضان الحالي.
ولفت إلى أن الدولة خصصت المليارات لراحة ضيوف الرحمن، فيما تعكف وزارة الحج على تنفيذ توجهات الدولة من خلال المشاريع العملاقة.
وأفاد بأن آلية وزارة الحج، ممثلة في وكالة شؤون العمرة، حافظت خلال العام الحالي على التوازن بين أعداد المعتمرين ومشاريع التوسعة القائمة في الحرمين؛ للحد من الكثافات البشرية.
وأضاف: "نلاحظ من خلال أعداد المعتمرين الموجودين في مكة والمدينة، وأعداد المعتمرين المغادرين مدى التزام وزارة الحج بتوجهات الدولة، وتنفيذها على أرض الواقع، والمساهمة في أداء المعتمرين لمناسكهم بيسر وسهولة".
وأردف أن "الوزارة تضع الحلول لكل العراقيل"، وتمنى من الجميع "مواكبة التطلعات، والنظر للأمور بإيجابية، مثال آلية تمديد التأشيرات حتى 15 رمضان بالتنسيق مع المسؤولين في الخارجية، وهذه الإيجابية لم تحدث قط خلال الأعوام الماضية، وتساهم في استقبال المزيد من ضيوف الرحمن".