أصدر الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتوى بوجوب إعادة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي "إلى مكانه الشرعي"، معتبراً أن "كل القرآن والسنة مع الرئيس مرسي". ودعا وزير الدفاع المصري الفريق الأول عبد الفتاح السيسي ومن معه بالانسحاب حفاظاً على الشرعية والديمقراطية. وفي الفتوى التي نشرها موقع حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، قال القرضاوي: "الرئيس الشرعي مرسي لم يأمر بمعصية، ولم يرتكب كفراً بواحاً، بل هو رجل صوامٌ قوامٌ، حريصٌ على طاعة الله تعالى. فالواجب أن يظل رئيساً، ولا يجوز لأحد أن يدّعي على الشعب أن له الحق في خلعه. وادّعاء الفريق السيسي أنه قام بهذا من أجل مصلحة الشعب ومنعاً لانقسامه إلى فريقين، لا يبرر له أن يؤيد أحد الفريقين ضد الفريق الآخر".
واعتبر "القرضاوي" أن "من استعان بهم الفريق السيسي لا يمثلون الشعب المصري، بل يمثلون جزءاً قليلاً منه. فالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب رئيس هيئة كبار العلماء- وأنا أحدهم- لم يستشرنا ولم نفوضه ليتحدث باسمنا، وهو مخطئ في تأييده الخروج على الرئيس الشرعي للبلاد، وهو مخالفٌ لإجماع الأمة، ولم يستند في موقفه إلى قرآن ولا إلى سنة، بل كل القرآن والسنة مع الرئيس مرسي، وخالف علماء الأمة الإسلامية الذين لا يبيعون علمهم من أجل مخلوق كان".
وأضاف: "كل ما قاله الطيب: "ارتكاب أخف الضررين".
وتساءل "القرضاوي": "من قال: إن خلع الرئيس الشرعي، ورفض الدستور الذي وافق عليه نحو ثلثي الشعب، وإدخال البلاد في متاهة -لا يعلمها إلا الله- هو أخف الضررين، بل هو الضرر الأكبر الذي حذّر منه الكتاب وأحاديث الرسل وأقوال علماء الأمة".
وقال: "ليت الدكتور الطيب يتعامل مع الدكتور مرسي كما تعامل من قبل مع حسني مبارك! فلماذا يكيل بمكيالين؟ فهذا تخريبٌ لدور الأزهر، الذي يقف دائماً مع الشعب، لا مع الحاكم المستبد".
وأضاف: "وأما البابا تواضروس، فلم يوكله الأقباط، ليتحدث باسمهم، وقد كان منهم من شارك مع حزب الحرية والعدالة والأحزاب الإسلامية. وأما البرادعي فلم توكله جماعة الإنقاذ، وليس معه إلا حفنة قليلة من الأفراد، ولا تدّعي القوى المعارضة أنه يمثلها".
وتابع: "وأما من تحدث باسم "حزب النور" فإنما يمثل مجموعة قليلة معروفة من الأفراد، وكل السلفيين والجماعة الإسلامية، والأحزاب الوطنية الحرة والأفراد الشرفاء، ضد هذا التوجه، الذي يوشك أن يودي بالبلاد، وحقوق العباد، إلى ما لا تحمد عقباه".
وقال "القرضاوي": "إنني أنادي الفريق السيسي ومن معه بكل محبة وإخلاص، وأنادي كل الأحزاب والقوى السياسية في مصر، وأنادي إخواني من علماء العالم، وكل طلاب الحرية والكرامة والعدل، أن يقفوا وقفة رجل واحد، لنصرة الحق، وإعادة الرئيس مرسي إلى مكانه الشرعي، ومداومة نصحه، ووضع الخطط المعالجة، والبرامج العملية، التي تحفظ علينا حريتنا وديمقراطيتنا التي كسبناها بدمائنا، ولا يجب أبداً أن نفرط فيها".