أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قلقه البالغ لعزل الرئيس المصري محمد مرسي, بينما عبر الرئيس السوري عن ارتياحه لما أسماه "سقوط الإسلام السياسي"، كما بادرت الإمارات والسعودية إلى الترحيب بالتطورات الجديدة في مصر. وقال "أوباما" في بيان له إنه أصدر توجيهات إلى الأجهزة الأمريكية المعنية لمراجعة أبعاد تدخل الجيش، لتقرير هل سيكون لها أي تأثير على المعونة المقدمة لمصر.
كما حث "أوباما" الجيش المصري على تفادي أي اعتقال تعسفي لمرسي وأنصاره, ودعاه إلى العمل على نقل السلطة إلى رئيس مدني منتخب في أقرب وقت.
بدوره, أعلن رئيس اللجنة الفرعية المشرفة على المساعدة الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور باتريك ليهي أن لجنته ستعيد النظر في المساعدة السنوية لمصر والبالغة 1.5 مليار دولار.
وقال "ليهي" في بيان: "يقول الزعماء العسكريون لمصر إنهم ليست لديهم النية أو الرغبة في الحكم، وأتمنى أن يصدقوا في وعدهم"، وأضاف: "في الوقت نفسه قانوننا واضح.. تقطع المساعدة الأمريكية حين يطيح انقلاب عسكري أو مرسوم بحكومة منتخبة ديمقراطياً"، كما دعت كندا إلى حوار بناء بين كل الأطراف في مصر, والحفاظ على الهدوء وتفادي العنف.
من جانبها، قالت مسؤولة الشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إنها تتابع عن كثب ما يحدث في مصر، معربة عن قلقها من الانقسامات في المجتمع المصري ودعوات التغيير السياسي ومساعي كسر التسويات، وحثت "آشتون" كل الأطراف على العودة إلى العملية الديمقراطية، وضمنها "إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حرة وإقرار دستور".
وقال الأسد لصحيفة "الثورة" الحكومية قبل الإعلان عن إطاحة الجيش بمرسي إن "ما يحصل في مصر هو سقوط لما يسمى الإسلام السياسي، فمن يأتي بالدين ليستخدمه في السياسة أو لصالح فئة دون أخرى سيسقط في أي مكان في العالم"، وذلك حسب مقتطفات نشرتها صفحة الرئاسة السورية على موقع "فيسبوك".
وأضاف الأسد: "لا يمكنك خداع كل الناس كل الوقت، فما بالك بالشعب المصري الذي يحمل حضارة آلاف السنين وفكراً قومياً عربياً واضحاً"، وتابع: "بعد عام كامل تكشفت الصورة للشعب المصري، وساعدهم أداء الإخوان المسلمين على كشف الأكاذيب التي نطق بها الإخوان في بداية الثورة الشعبية بمصر".
من ناحية أخرى, اعتبر وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان أن "الجيش المصري يثبت من جديد أنه بالفعل سياج مصر وحاميها ودرعها القوية"، معرباً عن ثقته بأن الشعب المصري قادر على تجاوز اللحظات الصعبة الحالية والانطلاق إلى مستقبل آمن وزاهر، ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) عن آل نهيان قوله إن الإمارات تتابع بارتياح تطورات الأوضاع في مصر.
وفي الجزائر, وصفت حركة النهضة عزل الرئيس مرسي بأنه "انقلاب عسكري على الشرعية وقتل للتغيير السلمي، وفتح لباب الفتنة والتطرف في العالم العربي".
أما السودان, فاعتبر ما يجري في مصر شأناً داخلياً يخص شعبها ومؤسساته القومية، مناشداً كل الأطراف المصرية إعطاء الأولوية للحفاظ على الاستقرار والأمن ووحدة الشعب.
من جهته, شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على عدم التدخل فيما يجري بمصر, قائلاً إن "الأوضاع في مصر صعبة ومعقدة، ونتمنى لمصر السلامة والأمن".