قالت الجمعية الفلكية بجدة إن الجرم الفضائي بلوتو والذي كان يعتبر كوكب سابقاً، سوف يقع في التقابل غداً الثلاثاء عند الساعة 4 فجراً بتوقيت مكة، حيث ستعبر الأرض بين الشمس وبلوتو، ما يعني بأن هذا الجرم السماوي البعيد جداً هو الآن في التقابل في السماء، وهذا أفضل وقت خلال العام لإلقاء نظرة على هذه الجرم من خلال التلسكوب، منوهة بأنه من غير الممكن رؤية بلوتو بالعين المجردة فهو خافت آلاف المرات ليتم رصده بالعين وحدها. وذكرت "الجمعية" أن بلوتو يدور بعيداً في نظامنا الشمسي من الأرض – فهو يدور حول الشمس بمعدل مسافة 39.68 وحدة فلكية مقارنه مع الأرض التي تبعد عن الشمس بمعدل واحد وحدة فلكية؛ ولذلك فإن حجمه الزاوي ليس متغيراً إلى حد كبير في أثناء دورانه بين التقابل والاقتران بالشمس.
وأضافت أن بلوتو سوف يقع على مسافة 31.45 وحدة فلكية، حيث إنه يبعد عنا ما يزيد على أربع ساعات ضوئية وسيكون مرتفعاً في الأفق الجنوبي عند منتصف الليل ويصل ذروة لمعانه الظاهري 14.5، وعلى الرغم من ذلك لا يزال بعيد جداً وعند رصده من خلال التلسكوب سيظهر على هيئة نقطة ضوئية مثل النجوم.
وأشارت "فلكية جدة" إلى أنه في حالة بلوتو، لن يكون تماماً في التقابل نظراً لأن مداره مائل على مستوى النظام الشمسي بمقدار 17 درجة، وهذا ميلان كبير من مدارات الكواكب عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون، وهو أحد الأشياء الذي يفصل بلوتو عن الكواكب.
ولفتت إلى أنه بسبب الاختلافات العديدة فقَدَ هذا الجرم السماوي صفة "كوكب" في العام 2006 ، بقرار من الفلكيين في الاتحاد الفلكي الدولي، وتم إنزال درجته وإعادة تصنيف بلوتو تحت مسمى جديد "كوكب قزم".
وتابعت: في كل تقابل لبلوتو يكون قريباً وبراقاً خلال العام، ولكن اقتراب بلوتو العام الحالي ليس كما العام الماضي، حيث كان بلوتو في أقرب اقتراب للشمس في دورته المدارية كل 248 سنة.
وخلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، كان بلوتو قريباً إلى الشمس من نبتون، وعلى الرغم من أن بلوتو كان قريباً إلينا مما هو الحال الآن – عند تقابله خلال تلك الأعوام، الآن بلوتو يبتعد عن الشمس، وبالتالي عنا، وفي كل تقابل متعاقب مقبل.
وقالت الجمعية إنه خلال الأسابيع التالية من التقابل، يصل بلوتو إلى أعلى نقطة في السماء في كل ليلة مبكراً بأربع دقائق، ويظل في سماء الليل لبضعة أشهر مقبلة.
ومن ناحية أخرى سيتمكن الراصدون في مناطق المملكة كافة، عقب غروب الشمس من رصد اقتران كوكب الزهرة بمجموعة نجوم خلية النحل "النثرة" في الأفق الغربي بعد غروب الشمس وحلول ظلمة الليل.
وبيّنت "فلكية جدة" أنه سيفصل بين الإثنين 0.1 درجة وستقع خليه النحل إلى أعلى يسار كوكب الزهرة ويفضل عند الرصد الاستعانة بالمنظار الثنائي العينية أو تلسكوب صغيرة لرؤية عنقود خلية النحل بشكل أفضل نظراً لأن التلوث الضوئي للمدن يتسبب في إعاقة رؤية هذه النجوم.