قدَّرت مصادر طبية من مدينة بنغازي الليبية عدد قتلى الاحتجاجات المُتواصلة منذ أيام، ب 200 شخص، فيما أُصيب حوالي 700. ويُواجِه المتظاهرون قمعاً من قِبَل قوات الأمن الليبية، حيث يُطالِب المُتظاهرون برحيل الزعيم الليبي معمر القذافي. وبحسب موقع "بي بي سي"، قال طبيب يعمل في أحد مشافي المدينة: "إن المرافق الطبية غير قادرة على التعامل مع العدد الكبير من الجرحى؛ لأن أغلبهم إصاباتهم خطيرة، وفي النصف العلوي من الجسم". وصرَّح أحد الأطباء بأن 90 بالمائة من الإصابات هي في الرأس والرقبة والصدر. وتُفيد الأنباء بوقوع مزيد من الصدامات والمواجهات العنيفة في عدد من المدن الليبية، على الرغم من محدودية التغطية الإعلامية وتقييدها ميدانياًً. وبثَّ التلفزيون الحكومي الليبي صوراً لبنايات مُحترِقة ومنهوبة في مدينة البيضاء ثالث أكبر المدن الليبية، لكن من غير المُؤكَّد وقت التقاط تلك الصور. ويقول معارضون: "إن السلطات الليبية قمعت بسرعة محاولاتهم للاحتجاج في العاصمة طرابلس"، والتي تُعدُّ المَعْقِل الرئيسي لنظام حكم الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يحكم البلاد منذ أكثر من أربعين عاماً. ووصفت الحكومة الاحتجاجات بأنها "تخريب"، واتهمت أشخاصاً من الخارج بإذكائها؛ بهدف تهديد الاستقرار في البلاد. وقالت طبيبة في بنغازي: "إن المستشفيات تعجُّ بجثث القتلى". ونقلت وكالة "أسوشيتدبرس" عن طبيب آخر قوله: "إن جنوداً من القوات الخاصة ومرتزقة أجانب ومُوالين للقذافي هاجموا المتظاهرين أمس السبت بالسكاكين والبنادق الهجومية والأسلحة الثقيلة، خلال موكب جنازة 35 شخصاً قُتِلوا قبل ذلك". وقدَّرت منظَّمة "هيومن رايتس ووتش" عدد القتلى الذين سقطوا في ليبيا منذ اندلاع موجة الاحتجاج على السلطات بما لا يقل عن 173، إلا أن الرقم مُرشَّح ليرتفع من جديد. وذكرت صحيفة "إندبندنت أون صنداي" البريطانية اليوم الأحد أن عدد الجثث في بنغازي ربما وصل إلى 200. وكثيراً ما تكون اتصالات الهاتف المحمول خارج الخدمة، كما قُطِعت خدمة الإنترنت في ليبيا، حسبما ذكرت شركة أمريكية تراقب حركة الإنترنت. وبينما تُشير بعض التقارير إلى امتداد موجة الاحتجاج إلى مدن ليبية أخرى دفعت هذه الأحداث نحو 50 من علماء المسلمين في ليبيا إلى إصدار نداء لقوات الأمن بوقف عمليات القتل كمسلمين، حسبما أوردت وكالة "رويترز". وقال هؤلاء العلماء: "إن هذا نداء عاجل من علماء الدين والمُفكِّرين وزعماء العشائر من طرابلس وبني وليد والزنتان وجادو ومسلاتة ومصراتة والزاوية وبلدات وقرى أخرى بالمنطقة الغربية". وأضاف العلماء أنهم يُناشدون جميع المسلمين سواءً داخل النظام أو يقومون بمساعدته بأي شكل إدراك أن "الله ورسوله يُحرِّمان قتل النفس البريئة، فلا تقتلوا إخوانكم وأخواتكم، وأوقفوا هذه المذبحة الآن".