مازال آلاف من المحتجين المعارضين للحكومة يحتلون وسط العاصمة البحرينية المنامة بعد مقتل اثنين من المحتجين في مواجهات مع قوات الأمن خلال الأيام الماضية. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": إن المتظاهرين يدعون إلى إجراء إصلاحات سياسية، وإلى استقالة رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي لايزال في منصبه منذ استقلال البحرين عام 1971. وقد قتل أحد المحتجين يوم الاثنين بينما قتل الآخر في أثناء تشييع جثمان الأول. وشارك المئات الأربعاء في تشييع جنازة القتيل الثاني، وردد المشيعون شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" بينما كانوا يدقون على صدورهم، وهو تعبير عن الاستعداد للتضحية في التقاليد الدينية الشيعية. وشهد سوق البحرين المالي الأربعاء حركة طفيفة وزادت تكلفة التأمين على الديون البحرينية لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ أغسطس عام 2009، وشاركت في المظاهرات نساء يرتدين عباءات سوداء ويرددن شعارات تطالب بالمحافظة على السلام ووحدة البحرين. وفي وسط المنامة قضى زهاء ألفي شخص ليلتهم في خيام نصبت في الميدان الرئيس (دوار اللؤلؤ)، وهو نفس عدد الذين شاركوا في التظاهرات في اليوم السابق، وحافظت قوات الأمن على مسافة بينها وبين المحتجين. ويطالب المحتجون بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، وهو ما وعدت الحكومة بتنظيمه، وكذلك يطالبون بدستور جديد. ومن العوامل التي زادت في التذمر الشعبي في البلاد نسبة البطالة العالية في البلاد والفقر وخطوات تتخذها الحكومة لمنح الجنسية لعرب سنة من خارج البلاد، بهدف التأثير على التوازن الديمغرافي. وأعربت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن "قلقها الشديد من أعمال العنف الأخيرة التي تعرض لها المتظاهرون في البحرين"، ودعت في بيان أصدره المتحدث باسم الخارجية فيليب كراولي جميع الأطراف إلى ضبط النفس والامتناع عن اللجوء إلى العنف، وأشاد كراولي في أول رد فعل لمسؤول أمريكي على الأحداث في البحرين بإعلان الحكومة البحرينية فتح تحقيق في الحادث وإشارتها بأنها "ستطلب من السلطات التشريعية النظر في أي استخدام غير مبرر للقوة من قبل قوات الأمن البحرينية".