دعا الدكتور سعد البريك، الداعية الإسلامي المعروف، إلى التجنيد الإجباري في السعودية، وقال في مشاركة له في برنامج "حراك" الذي يقدمه الزميل الإعلامي عبدالعزيز قاسم: إذا كان قَدَرنا أن نموت فلنمت, وأن نكون في حال تعبئة مستمرة، وأن نكون على قدر الحدث, وهذه رسالة لحكوماتنا أن تتجه للتجنيد الإجباري لخدمة هذه الأمة, وعلى شبابنا العودة إلى علمائهم والتكاتف حولهم, وأقول إن أي فراغ بين العلماء والسلطة سيكون للرافضة مكان فيه, فلننتبه له. وطالب الشيخ "البريك" علماء الشيعة المعتدلين أن يبينوا موقفهم من حزب الله، وأن يعقدوا مؤتمراً يدينون فيه كل من ذهب إلى سوريا بأنه ليس مجاهداً، بل مصيره جهنم, وأن يكون كلامهم واضحاً كافياً شافياً.
وأضاف: ماذا قدم (حسن نصر إيران) للبنان وللأم الشيعية عندما يصلها تابوت ابنها قادماً من سوريا؟
وكان برنامج "حراك" يوم أمس بعنوان (وماذا بعد تسليح المعارضة في سوريا؟)، حيث استضاف نخبة من الشرعيين والمفكرين والسياسيين، منهم الدكتور عوض القرني والدكتور عادل العبدالله والمحلل السياسي الدكتور محمد صنيتان الحربي والعالم الشيعي في لبنان علي الأمين.
وأثنى الشيخ الدكتور سعد البريك على المؤتمر المنعقد في مصر بأنه جاء في وقته، وأن العلماء مثلوا من وراءهم, وأن هذا المؤتمر قفز قفزة استباقية حرك حينها الشرق والغرب، وأعاد الحسابات من جديد, كما نبَّه الشيخ "البريك" بأن الجهاد ليس فرض عين بالنفس على الجميع، بل على من عنده مهارات نوعية معينة, ثم دعا للتبرع بالمال الذي هو أولى من السياحة التي أنفق عليها شعبنا 19 مليار دولار, وقال: "تخيل لو وجهت هذه الأموال أو جزء منها إلى المجاهدين في سوريا, وحث أيضاً على تعجيل الزكاة لهم فهم الأولى والأحوج, والإخوة السوريون ينتظرون منا الأكثر, وإننا مازلنا نرى أننا آثمون ولم نُقدم كل ما نستطيع".
وذكر "البريك" أنه إن كان هناك من يعذر مصر لظروفها الحالية، فيجب أن تُعذر السعودية أيضاً، فهناك معادلات المصلحة والاستطاعة والقدرة، يجب أن تُراعى, واستنكر ممن يحاول تقزيم إنجازات المملكة تجاه الأزمة السورية.
ثم تحدث "البريك" عن تقرير مجلة واشنطن بوست عن الشيخ حجاج العجمي ومدى استيائه منه وإدانته بجمع أموال لنصرة الجيش السوري الحر، فما بالكم لو أنفقت الأمة جمعاء لهذا الشعب الأبي.
ومن جهته هاجم الدكتور محمد بن صنيتان الحربي المهتم بالتحليل السياسي الشيخ "البريك" بأنه يزج شبابنا في سوريا ويحرضهم على القتال، وهم لا يملكون أي خبرة حربية, فكما دفعنا الثمن في أفغانستان والعراق ها نحن اليوم ندفع الثمن في سوريا من خلال فتواكم! وقال: لماذا لا تذهبون أنتم بدلا من السياحة في تركيا أو لندن وباريس؟
وقال "بن صنيتان" إن 95% من السعودية قبليون، وهم من دفعوا الثمن سابقاً, وهم من يقبعون في السجون حالياً, ونحملكم أنتم دماء الشباب!
فرد عليه الشيخ "البريك" بأن الصفويين يفرحون بهذا الطرح الجميل منك! وإنني لم أدع لجميع الشباب للذهاب للجهاد، وإنما من عنده قدرة نوعية أو مهارات تدريبية أو تخطيطية, وإنك تقول ما لم أقله أنا.
ثم أضاف "البريك" رداً عليه: ماذا قدم هؤلاء الذين يطرحون الطرح البارد الباهت, فأحدهم يموت قبل أن يسمع الرصاصة, ويغرق قبل أن يرى البحر! الآن بالآلاف يموتون في الحوادث وغيرها وأنت خائف على هؤلاء أن يموتوا بشرف!
وأستغرب ممن يتعاملون معك من خلال السهرات والأمسيات والقصص التي تُروى لهم وليس من خلال متابعتك وطرحك.
ثم دعا ولاة أمور المسلمين، خاصة المملكة، إلى فتح باب التجنيد الإجباري للتصدي لأي عدوان, ولتقوى شوكة الأمة, ولنردع أعداءنا، ولنكن مستعدين لهم في أي وقت.
وفي الجهة المقابلة اعتذر الشيخ الدكتور عوض القرني لإخواننا في الشام لخذلانهم, كما شكر العلماء الذين اجتمعوا في مصر وأصدروا البيان وأعلنوا فيه النفير, والواجب علينا أن نعمل بما نقول؛ وأضاف قائلاً: لدي ملحوظة: من خلال تواصلي مع العديد من القادة والعلماء السوريين فإنهم لا يحتاجون جهاداً بالنفس الآن، إلا إذا كانوا قادة في التخطيط أو التدريب أو عندهم مهارات نوعية محددة, أما أن ندفع شبابنا إلى هناك فهم لا يحتاجون ذلك الآن.
ثم استكمل الشيخ عوض القرني: وعندما تسألون وماذا بعد التسليح؟ أين هو التسليح الذي تتحدثون عنه؟!
الغرب ليس لديه مشكلة في تغيير النظام بشرط ألا يكون من الإسلاميين, وبعض الدول الإسلامية أيضاً تتخوف من ذلك.
ثم أضاف أن العلماء اجتمعوا وتحركوا ولم يستأذنوا من أمريكا كما يفعل بعض السياسيين, وأن بعض الدول لديها خطوط حمراء من أمريكا لا تستطيع تجاوزها بخلاف العلماء الذين لا يفعلون إلا ما يأمرهم به دينهم، وأن الواجب عليهم دائماً أن يكونوا في المقدمة ولا ينتظرون إشارة من أحد.
يقول صلى الله عليه وسلم: ( ليس المؤمن من بات وجاره جائع)، فما بالكم بالشعب السوري وهم يعانون أشد المعاناة.
وفي رده على اتصال علي الأمين، أحد علماء الشيعة في لبنان، عندما انتقد دعوة العلماء السنة للجهاد في سوريا بأن ذلك يزيد النار اشتعالاً, وانتقد الأمين بشدة (حزب الله) إثر تدخله السافر في سوريا مُعتبراً ذلك تدخلاً في شؤون الغير، ومن مات منهم لا يعتبر شهيداً!
قال "القرني": أنا مع حقن الدماء لكن ضد المثاليات, خاصة مع شعب انتهكت فيه كل الأعراف الشرعية والأخلاقية, فحقن الدماء يُوجه للنظام الظالم الذي سحق شعبه.
ثم ذكَّر بأن الشعب السوري خلال ستة أشهر من بداية الأزمة وهو يردد "سلمية.. سلمية"، لكن النظام كان يقصفهم بالدبابات والطائرات!
ثم شدد على نقطة مهمة، كما يقول، بأن الحرب ليست طائفية كما يذكر البعض، بل نحن أمام مشروع سياسي خطير تقوده إيران, وأن سوريا جزء من إيران، كما تزعم هي، ويقول بعض علماء الشيعة إذا لم يتحقق ذلك فسنعود 1500 عام للوراء.
وبعضهم يُخطط ليس على سوريا فحسب بل يسعون ليهيمنوا على السعودية واليمن لأن فيها مصالح إستراتيجية وشعائر دينية!
ثم طالب بدعم السوريين بالمال والسلاح بكل الوسائل المتاحة, ووجه كلمة للعلماء بأن يتأهلوا ويحفوا الشباب، فهناك فجوة بين العلماء والأجيال الجديدة.
واختتم حديثه برسالة لإخواننا في بلاد الشام: إذا انتظرتم نُصرة من أمريكا أو من الحكومات العربية فأنتم تتعلقون بالوهم, توكلوا على الله تعالى, وتواصلوا مع الشعوب، وأخيراً توحدوا وأجلوا المشاريع الأخرى، السياسية وغيرها، إلى ما بعد الحرب.