تظاهر عشرات الآلاف من المصريين اليوم الجمعة في القاهرة؛ تأييداً للرئيس محمد مرسي، الذي يقول معارضون: إنهم سينظمون احتجاجات واسعة نهاية الشهر الحالي، تطالبه بالتنحي في الذكرى الأولى لتنصيبه. وتجمع مؤيدو "مرسي" وهم من جماعة الإخوان المسلمين، وحزبها "الحرية والعدالة"، وجماعات وأحزاب إسلامية أخرى، أمام جامع رابعة العدوية في حي مدينة نصر بشرق القاهرة، مرددين هتافات مناوئة لمعارضيه، وحاملين لافتات كتب على إحداها "لو شالوا مرسي وجابوا حمضين حنقول مش لاعبين".
وتشير اللافتة بسخرية إلى مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، أحد قادة جبهة "الإنقاذ الوطني" التي تقود المعارضة، وتؤيد تنحي "مرسي"، وكان "صباحي" مرشحاً للرئاسة في الانتخابات التي فاز بها "مرسي".
وهدد الإسلاميون الذين يقولون: إن من حق "مرسي" البقاء في المنصب لأربع سنوات هي فترته القانونية بأنهم لن يسمحوا لأي رئيس قادم بالبقاء في المنصب، إذا أطيح بالرئيس الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
وكُتبت على لافتة أخرى عبارة تقول "نعم لاحترام إرادة الشعب".
وقال جابر نادر (22 عاماً)، وقد غطى رأسه بلافتة خضراء تحمل شعار جماعة الإخوان، اتقاء لحرارة شمس الظهيرة الحارقة "هناك من يريدون الانقلاب على شرعية النظام".
وأضاف: "الدكتور مرسي فاز في انتخابات حرة ونزيهة، مثل التي تجرى في أي دولة في العالم"، مستنكراً بذلك قول معارضين: إن الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين يعملون لاحتكار السلطة.
وأضاف: "الأحزاب العلمانية تأكل الديمقراطية التي أعطاها لهم الله... العلمانيون لا يحترمون الديمقراطية".
وردد المشاركون في المظاهرة - وأغلبهم رجال ملتحون بجانب القليل من النساء المحجبات - هتافات بينها "الشعب يريد تطهير القضاء" في إشارة إلى قلق الإسلاميين إزاء سلطة المؤسسات الموروثة من العهد السابق.
وهاجم المتظاهرون صحفاً ومحطات تلفزيون مملوكة ملكية خاصة، تتبني في كثير مما تنشره وتذيعه وجهات نظر المعارضة، ورددوا هتافاً يقول: "يا إعلام يا كداب الإسلام مش إرهاب"، وآخر يقول: "الشعب يريد تطهير الإعلام".
ويتبادل مؤيدون ومعارضون اتهامات باستعمال العنف؛ لتحقيق مكاسب سياسية.
وينظم "الإسلاميون" الذين حمل كثير منهم علم مصر، وصوراً ل"مرسي" مظاهرات يوم الجمعة تحت شعار "لا للعنف"، ويحاول الإسلاميون إظهار قوتهم العددية قبل مظاهرات المعارضين يوم 30 يونيو.
ويأمل معارضو "مرسي" الذين يقولون: إن أكثر من 15 مليون مصري وقعوا استمارات تطالبه بالتنحي في حملة سميت "تمرد" أن تجعله مظاهرات 30 يونيو يترك المنصب.
وانتخب "مرسي" في يونيو العام الماضي بنحو 13 مليون صوت.
وتثير مظاهرات الجانبين بعد هدوء استمر شهوراً مخاوف من تجدد أعمال العنف، التي حدثت على نحو متقطع خلال العامين ونصف العام، منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك.
وقال شاهد عيان من رويترز: إن عشرات من مؤيدي "مرسي" وبضع مئات من معارضيه، اشتبكوا بالأيدي والحجارة بعد صلاة الجمعة في مدينة الإسكندرية الساحلية.
وأضاف أن هتافات رددها المعارضون، كانت السبب في الاشتباكات ومنها "يوم 30 العصر حنهد عليك القصر" في إشارة إلى المظاهرات المزمع تنظيمها يوم 30 يونيو للإطاحة ب"مرسي".
وجذبت الدعوة لمظاهرات 30 يونيو تأييد مصريين اهتمامهم قليل بالسياسة، لكن يعتريهم الغضب إزاء الأزمة الاقتصادية التي زادت حدتها في وجود "مرسي" في الرئاسة، وأغلبية إسلامية في البرلمان.