محمية سجا وأم الرمث .. الامتداد الطبيعي لانتشار طيور الحبارى

تتميز بتباين بيئتها بين السهول الحصوية والتلال المنخفضة قليلة التموج، وتنتشر بها أشجار الطلح ونباتات الحنظل والحرمل... ألا وهي محمية سجا وأم الرمث الواقعة في الشمال الغربي لمحمية محازة الصيد والبالغ مساحتها 7190 كيلومتر مربع، تمتاز بالغطاء النباتي المتوسط المساعد في حفظ الأصول الوراثية لبعض الثدييات والزواحف المتوطنة والطيور النادرة، وقد سجل الباحثون في المحمية أول حالة تكاثر للطيور المعاد توطينها في المحمية التي أسستها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها امتدادا لتكون ملاذا لطيور الحبارى وإعادة توطينها وكانت قد سيّجت منها 400 كم مربع لمشروع إعادة توطين الحبارى.
وبدأ برنامج إعادة التوطين للحبارى في هذه المحمية مع العام 2003 مواجها العديد من الصعوبات والمعوقات التي حالت دون إنجاح المشروع منها موجة الجفاف التي طالت المنطقة، وارتفاع أعداد المفترسات الطبيعية من الثعالب، بالإضافة إلى الصيد في المناطق المفتوحة، ولم تسجّل منذ بداية البرنامج أي حالة تكاثر، ثم سجلت أول حالة لأنثى تحت إشراف المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف تم إطلاقها خلال موسم 2007 ، وقد كان وزن الفرخ الذي قدر عمره بحوالي ستة أسابيع 775 جرام وتم تثبيت جهاز متابعة عن بعد عليه يعمل بالطاقة الشمسية وأعيد إطلاقه مع أمه.
يذكر أن الهيئة سبق وأن نجحت في إعادة توطين طيور الحبارى في محمية محازة الصيد وتكوين مجموعة بريّة متكاثرة ذاتياً وصلت أعدادها في الوقت الحالي لأكثر من 300 طائر، وكان نجاح برامج الإكثار وإعادة التوطين للأنواع الفطرية المهددة بالانقراض مثل ظبي الريم وظبي الأدمي والمها العربي في المملكة وخاصة طائر الحبارى ثمرة للجهود الوطنية، حيث تعتبر طيور الحبارى من الأنواع المحلية والمهاجرة المهددة بالانقراض على المستوى الدولي، ويعتبر نجاح برامج إعادة توطينها تحدياً لمراكز الأبحاث المعنية في العالم.
وتستضيف المحمية العديد من الفعاليات أهمها ما أقامه مركز التدريب للمحافظة على الموارد الطبيعية التابع للهيئة السعودية للحياة الفطرية من برنامج لتنمية مهارات التعامل مع السائح، الذي نفذه المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية «تكامل» في الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالتعاون مع مركز التدريب للمحافظة على الموارد الطبيعية، والذي كان يهدف إلى تنمية مفاهيم السياحة ومردودها الاجتماعي والبيئي والاقتصادي وعلاقة ذلك بالمحميات الطبيعية، بالإضافة إلى تعلم أسس الاتصال مع زوار المحميات الطبيعية وما يجب أن يتحلى به الجوال من أخلاقيات تستوجبها طبيعة مهمته القائمة بالأساس على المحافظة على الموارد في المحميات الطبيعية.