قالت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية إن الإنترنت منح السعوديات فرصة نادرة للقفز فوق الحدود والحواجز الاجتماعية التي فرضها المجتمع وساهم إلى حد كبير في تنمية التفاعل مع المجتمع والعالم الخارجي، مما أثمر عن فضاء رحب لهن، ووسع علمهن ومداركهن، كما ساهم في تكوين شبكة علاقات اجتماعية. ونقلت الصحيفة عن " أشواق " المتدربة في مجال قياس الإبصار والتي طلبت عدم ذكر اسمها كاملاً " إن الإنترنت أعطاني نافذة على العالم الخارجي، والكثير من الأصدقاء وغيّر في شخصيتي كثيراً " . وتشرح أشواق ذلك قائلة " منذ سنوات قليلة كنت انطوائية، لا استطيع حتى الرد على الهاتف، لكن بعدما تعلمته على الإنترنت عن الدين الإسلامي الرحب، أصبح منفتحة عقلياً". وتضيف أشواق: " حينما تكبر في مكان يفرض قيوداً صارماً تصبح متشدداً مع كل ماهو خارج المملكة ومختلف عنها، لكنني تغيرت بشأن هذا " . وتقول الصحيفة: أن معظم السعوديات لا يعملن ولا يسافرن ولا يمارسن رياضة ولا يترددن إلا قليلاً على المكتبات العامة التي تفتح أبوابها ساعات قليلة لهن أسبوعيا، كما إن الإطار الإجتماعى المتاح لهن لا يزيد عن العائلات الممتدة، ولهذا فلا عجب أن تتجه المرأة السعودية إلى الإنترنت أسرع من الرجل السعودي، حتى إن المدون السعودي احمد العمران رصد عام 2005 أن " هناك حوالي أربع فتيات سعوديات مقابل كل شاب في فضاء التدوين ". ورغم أن هذا الاختلال بين الجنسين فيما يخص التدوين قد اختفى، لكن تظل المرأة تمثل نسبة 46 % من المدونين في السعودية وهى النسبة الأكبر للمدونات مقارنة بالرجال بين معظم دول العالم، حيث يتفوق عدد المدونين من الرجال عادة، وذلك طبقاً لدراسة " خارطة فضاء التدوين العربي " التي أجراها مركز "بيركمان للإنترنت والمجتمع" التابع لجامعة "هارفارد" الأمريكية عام 2009. وتقول المدونة والمحاضرة في التمويل بكلية دار الحكمة بجدة ريم محمد أسعد 37 عاماً، على مدونتها " إن الإنترنت أعطى المرأة نافذة تطل منها احباطاتها واحلامها" كما سمح للمرأة التي تكون " غير مرئية " أن تساهم بشكل أكثر فاعلية في مجتمعها ". وتضيف الصحيفة إن النساء اللائى تمنعهن أسرهن من الالتحاق بالجامعة يدرسن عبر الإنترنت، كما تقود السعوديات حملاتهن دفاعاً عن قضاياهن مستخدمات نفس الوسيلة، تقول ريم اسعد أنها قادت "حملة ضد محلات الملابس النسائية التي لا تلتزم بوجوب عمل النساء وذلك عبر الإنترنت، ولم تكلف الحملة كثيراً وكانت أسرع ووصلت إلى أعداد اكبر من النساء " . وتتذكر ريم اسعد عندما دخل الإنترنت إلى المملكة كيف كان معظم الناس يخفون شخصياتهم، أما اليوم فكل السعوديين على " فيس بوك " يتحدثون عن حياتهم اليومية ويشاركون أصدقائهم الصور، تقول اسعد " إن ذلك مؤشر على أن المرأة أصبحت فخورة بنفسها وقادرة على الإفصاح عن هويتها الحقيقية". وترى اسعد أن الإنترنت ساعد الرجل والمرأة في المملكة على التواصل والتفاعل بشكل طبيعي واهدأ، كما ساعد في تكوين علاقات صحية معلنة بدلاً من العلاقات الخفية. وتقول الصحيفة :" رغم كل هذا تظل المرأة السعودية حريصة عند تعاملها على الإنترنت، فقد كشف استطلاع حديث للرأي أن 68 % من السعوديات لا يستخدمن اسم العائلة على " فيس بوك " كما تستخدم 16 % منهن أسماء مستعارة، وفقط 5 % يضعن صورهن، وهو ما يعكس أيضا ميل السعوديات للحفاظ على صورة العائلة".