طالب عدد من المواطنين في "جازان" وزارة الصحة بالعمل على تطوير الخدمات الصحية في المنطقة والرقي بها، وليس إصدار إعفاءات فقط لم تَعُدْ تجدي نفعاً في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تدهوراً واضحاً في المجال الصحي والخدمات الطبية المقدمة، على حد تعبيرهم. وتكمُن الحلول- كما قالوا- في التعاقد مع كوادر طبية مؤهلة وإجراء غربلة في المديرية العامة للشؤون الصحية وفي مستشفيات المنطقة، وتدعيمها بكوادر إدارية شابة على مستوى عال، والنظر في المشاريع الصحية المتعثرة، والعمل على سرعة استكمالها وتطوير البنية التحتية لتلك المشاريع، وإنشاء ثلاجات لحفظ جثث الموتى، وحفظ كرامتهم التي سُلِبت في مستشفيات المنطقة.
وقالوا: إن إعفاء مديري صحة جازان ليس حلاً، مؤكدين أنها خطوة تُشكر عليها الوزارة، لكن يجب أيضاً النظر إلى مكامن الخلل وإيجاد حلول مناسبة بعد أن هجر الكثير من المواطنين مستشفيات المنطقة؛ بسبب استمرار الأخطاء الطبية، وتدني مستوى الخدمات الصحية المقدمة فيها.
وقال المواطن عبدالله القيسي ل"سبق": ما يحدث في مستشفيات منطقة جازان لا يسر بشراً، حيث شهدت خلال السنوات القليلة الماضية جملة من الأخطاء الطبية راح ضحيتها أبرياء، وآخر مسلسل تلك الأخطاء الطفلة "رهام الحكمي" التي حُقنت بدم ملوث بفيروس نقص المناعة المكتسب "إيدز"، في خطأ طبي لا يحدث في دول فقيرة، ومصرع شابة في مستشفى أبو عريش بعد أن تم تفجير رحمها، وغيرها من الأخطاء الفادحة؛ حيث إن الكثير منها لا يتم تداوله عبر وسائل الإعلام، ويتم التكتُّم عليه من قِبل صحة "جازان"
ويرى مواطن آخر يدعى عبدالرحمن العريشي أن مستشفيات منطقة "جازان" تحتاج إلى الكثير من العمل والجهد حتى تصل إلى تطلعات ورضا المواطنين؛ حيث إن الكثير منها ينقصها الخدمات الضرورية، ومنها نقص الكوادر الطبية التي تسببت دائماً في إقفال عدد من الأقسام المهمة بالمستشفيات، وتضجر المراجعين وتجبرهم على التوجه إلى مستشفيات خاصة للعلاج.
وتابع "العريشي" أن عجز الأسرة أصبح هاجساً مرعباً يلاحق المواطنين في مستشفيات المنطقة؛ حيث إن هناك العديد من المرضى يتم رفض استقبالهم؛ بسبب تلك المشكلة، ويجب على صحة جازان ووزارة الصحة النظر لها بعين الاعتبار، وليس فقط إحداث تغير إداري في المديرية العامة للشؤون الصحية.
وقال: إنه إذا لم يتم التحرك لمعالجة الوضع ستتفاقم حجم المشكلة من جديد، وتتكرر مرة أخرى مستقبلاً، وستتكرر الإعفاءات، مشبهاً ما يحدث في صحة جازان مع وزارة الصحة بالشخص "المحتضر" الذي تواسيه الصحة، ولا تستطيع عمل شيء له.
ولفت أهالي جازان إلى أن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة منذ توليه منصبه في الوزارة لم تطأ قدمه أرض" جازان" للوقوف على الوضع الصحي هناك عن كثب، حتى بعد إصابة الطفلة "رهام" التي أثارت قضيتها الرأي العام في السعودية وتناولتها وسائل إعلام محلية وعربية وغربية.
وشهدت المديرية العامة للشؤون الصحية خلال الثلاث سنوات الماضية تغيير مديرَيْن؛ الأول تم إعفاؤه بعد قضية انتهاك حرمة الأموات وحفظ جثثهم في برادات فواكه، وتم تعيين الحالي إلا أن مسلسل الأخطاء الطبية وتدهور الخدمات الصحية استمر وبشكل أوسع، حتى إن الكثير من أبناء المنطقة هجروا مستشفياتها، وتوجهوا إلى أخرى خارجها، حيث تم إعفاؤه قبل بضعة أيام.