صرح سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي اليوم الثلاثاء بأن روسيا لن تلغي خططاً لتزويد سوريا بنظام للدفاع الجوي، رغم معارضة الغرب، معتبراً أن ذلك سيساعد على ردع من أسماهم "المتهورين" الذين يعتزمون التدخل في الصراع السوري المستمر منذ عامين. واتهم "ريابكوف" الاتحاد الأوربي ب"سكب الزيت على النار" بعد قراره عدم تجديد حظر السلاح الذي كان يفرضه على سوريا، وحذَّر من أن ذلك سيؤدي إلى تعقيد الجهود الرامية لعقد مؤتمر دولي للسلام.
وتمثل تصريحات المسؤول الروسي الكبير تحديًا روسياً للولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل بشأن صفقة بيع أنظمة صواريخ "إس-300" عالية الدقة لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد التي تقاتل معارضة مسلحة مدعومة من الغرب.
وقال "ريابكوف" في مؤتمر صحفي: "نعتقد أن تسليم هذه الشحنة عامل مساعد على الاستقرار، ومثل هذه الخطوات ستمنع بطرق عديدة بعض المتهورين... من استكشاف سيناريوهات يمكن أن تعطي لهذا الصراع طابعاً دولياً بمشاركة قوات من الخارج".
ولم يستطع "ريابكوف" تأكيد ما إذا كانت صواريخ "إس-300" سلمت بالفعل إلى سوريا، وقال: "لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي أن تسليم هذه الشحنات حدث بالفعل، وكل ما أستطيع قوله: إننا لن نعدل عنها".
وأعرب "ريابكوف" عن قناعته بأن عدم تجديد الاتحاد الأوربي لحظر السلاح على سوريا في اجتماعه أمس الإثنين سيقوض فرص مؤتمر السلام الذي تحاول موسكو وواشنطن تنظيمه.
وبشأن القرار الذي توصل إليه الاتحاد الأوربي كحل وسط ويسمح للدول الأعضاء بتزويد مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح، قال المسؤول الروسي: "إذا رغبت الدول في ذلك، فإن الاتحاد الأوربي يسكب بهذا السلوك الزيت على النار في سوريا".
ويشير خبراء غربيون إلى أن هذه المنظومة الدفاعية من شأنها أن تعزز إلى حد بعيد قدرة سوريا على تجنب التدخل الخارجي في الحرب الأهلية المشتعلة منذ أكثر من عامين، والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 80 ألف قتيل.
وتتميز صواريخ "إس-300" بأنها قادرة على اعتراض الطائرات والصواريخ الموجهة، وتحذر دول غربية من أن شحنات الأسلحة الروسية يمكن أن تزيد التوتر وتشجع "الأسد".
وتصمم روسيا على تمرير الصفقة رغم الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لروسيا هذا الشهر، ناشد خلالها الرئيس فلاديمير بوتين وقف تسليم الصواريخ.
ويأتي التصميم الروسي رغم التهديد المستتر برد عسكري من جانب إسرائيل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون في مؤتمر صحفي قرب تل أبيب اليوم: "يمكنني أن أقول إن الشحنات ليست في طريقها بعد... أتمنى ألا تتحرك ولكن إذا وصلت سوريا فسنعلم ماذا نفعل".
وأرسلت موسكو أنظمة دفاعية مضادة للصواريخ إلى سوريا من قبل، لكنها تقول إنها لا تزود سوريا بأسلحة هجومية أو أسلحة يمكن استخدامها ضد قوات المعارضة.
وقال مصدر قريب من الهيئة المسؤولة عن صادرات الأسلحة الروسية: إنه تم تعليق عقد لتزويد سوريا بطائرات مقاتلة.