اشتكى عدد من المبتعثين السعوديين في الولاياتالمتحدةالأمريكية من ضعف المكافأة الشهرية التي لا تتجاوز "1847 دولاراً" -في حدود 8 آلاف ريال- وأنها لا تكفي لأجرة السكن، وشراء الكتب الجامعية، ومتطلبات الحياة الغالية الأخرى، خصوصاً في بعض المدن الغالية كنيويورك، وواشنطن دي سي، وكاليفورنيا، ولوس أنجلوس، وسان فرانسيسكو... وغيرها من المدن التي ترتفع أسعار المعيشة فيها بشكل كبير حتى على المواطنين الأمريكان أنفسهم، مما يضطرُّهم للسكن في مناطق رخيصة وخطرة، تعجُّ بالعصابات، وتجار المخدرات، والمدمنين؛ من أجل توفير المصاريف، أو الطلب من أسرهم في المملكة مساعدتهم مالياً لا سيما المبتعثات السعوديات. وقال عدد ممن التقتهم "سبق" في مدينة "سياتل" ومدن أخرى -فضَّلوا عدم ذكر أسمائهم- أن المكافأة الشهرية في السنة في حدود 22 ألف دولار أمريكي، في حين أن خطَّ الفقر في أمريكا هو لمن دخلهم السنوي أقل من 25 ألف دولار أمريكي. مؤكدين أنها لم تعد تكفي لارتفاع مستوى المعيشة، وتزايد المصروفات على الطالب والطالبة المبتعثة، وأن معيار المكافأة قد يكون معقولاً في مستوى بعض الولايات، والمدن التي لم تتغيَّر فيها الأسعار، لكنها بشكل عام تحتاج إلى المزيد من الاهتمام من الملحقية السعودية في أمريكا.
كما أبدوا تذمُّرهم من تعامل بعض موظفي الملحقية، وصعوبة التواصل معها.. مؤكدين أن بعض المبتعثين السعوديين قد يكون قادماً من القرى والهجر السعودية، وبالتالي يحتاج إلى توعية، وتوجيه في طريقة الحياة المختلفة في الولاياتالأمريكية، ومستوى الحرية العالي الذي لم يتعوَّد عليه المواطن السعودي.
وقال بعضهم: "التوجيه، والتهيئة مفقودان رغم بعض الدورات التي لا تقدِّم شيئاً، في حين أن مبتعثي أرامكو وسابك يتم تهيئتهم ثقافياً وأكاديمياً؛ لمعرفة ماذا سيفعلون وما سيقابلون، وتشمل اللغة، وطريقة المعيشة، والبلدة التي سيعيش فيها، وغيرها من الأمور المهمة".
ويرى آخرون التقتهم "سبق" أن ضعف دور الملحقية السعودية في أمريكا كان سبباً في ارتكاب بعض المبتعثين السعوديين المخالفات الأمنية المتعددة، وتعاطي المخدرات والاعتداءات الجنسية؛ لاعتقادهم بأنها من الأمور المسموح بها في أمريكا.
وشددوا على أهمية إقامة دورات توعوية في المملكة قبل البعثة، وبعد الوصول إلى أمريكا للدراسة؛ حتى يعرف المبتعث ما هو تخصُّصه الأكاديمي؛ فالتوعية مطلوبة ولا بد من التعلُّم من أخطائنا وتجاربنا، والبناء على الإيجابيات، والتهيئة مطلوبة قبل الابتعاث، ووسط الابتعاث، لا سيما من المشرفين الدراسيين (أغلبهم أمريكان) الذين لا يعينون الطالب كثيراً، بل إنهم يهينونه؛ لعدم معرفته ببعض التفاصيل؛ على حد وصفهم.
فالمبتعث المتزوِّج ومع أولاده لا تتجاوز مكافأته 3370 دولاراً، وهي لا تتناسب مع غلاء المعيشة وفواتير الدراسة، والذي يقتطع السكن منه النصف تقريباً، إضافة لحضانة الأطفال التي تتجاوز 700 دولار شهرياً، إضافة للمصاريف العائلية الأخرى كرسوم المترو والكتب الدراسية.
وناشد الكثير من المبتعثين السعوديين في أمريكا النظر في حالهم من قبل الملحقية الثقافية السعودية ووزارة التعليم العالي، في ظلِّ انخفاض المكافأة الشهرية، مقارنةَ بارتفاع أسعار السكن والغذاء والحاجات الأساسية للفرد، إضافة إلى مشكلة كثافة وتكدُّس بعض المبتعثين في ولايات محددة بالآلاف، ولم تعد تستطيع الاستيعاب.