أكد عبدالرحمن بن حمود الأحمري, من ذوي الاحتياجات الخاصة من قرية آل مشهل، إحدى قرى محافظة محايل عسير, أن معاناته مع وزارة الشؤون الاجتماعية منذ ولادته أثرت عليه نفسياً أكثر من تأثير إعاقته عليه. وذكر "الأحمري" ل"سبق" أن إعاقته تمثل 70%، وأن المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية والتأهيل الشامل سواء بالوزارة نفسها، أو الفرع بمدينة أبها لم يُصغوا لمطالبته بحقوقه التي منحته إياها الدولة منذ ولادته وحتى اليوم.
مشيراً إلى أنه صرف كرسي متحرك له وليس كهربائياً منذ عام 1431ه، أي بعد 19 سنة من ولادته, ويتقاضى 2016 ريالاً شهرياً منها 850 ريالاً من الضمان الاجتماعي, بينما الباقي يعتبر من الإعانة الشهرية له.
وأضاف "الأحمري" أنه يُطلب منه بين الفترة والأخرى المجيء إلى التأهيل الشامل في مدينة أبها، الذي يبعد أكثر من 180 كم عن مقر منزله في قرية قرب محافظة محايل عسير، لإثبات أنه مازال على قيد الحياة.
وأوضح "الأحمري" أنه حُرم من حقه في الدراسة في المدارس الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة, كما أنه حُرم من الصلاة في المسجد الذي لا يبعد عنه سوى 150 متراً، بسبب عدم استجابة الجهات الحكومية المختصة بتجهيز تلك المسافة وتعبيدها له بالرغم من تقديمه شكوى لمحافظ محايل عسير, إلا أنه لم يرد عليها.
وأوضح "الأحمري" أنه تقدم بطلب سيارة خاصة تنناسب مع وضعه إلا أن ترتيبه في تقديم السيارة في وزارة الشؤون الاجتماعية هو 9746، كما أنه لم يحصل على بطاقة المعاق التي تمنحه حق التمتع بالحسومات المخصصة للمعاق في جميع المواقع التجارية، والمستشفيات الخاصة.
وأشار "الأحمري" إلى أنه استقدم عاملة منزلية براتب 1500 ريال على حسابه الشخصي, والذي يعتبر أكثر من نصف دخله الشهري.
وفي نهاية حديثه مع "سبق" طلب "الأحمري" فك لغز حديث وزير الشؤون الاجتماعية الذي يتحدث به في الإعلام عن رفاهية المعاق, موضحاً أنه أحد المعاقين الذين يتحدث عنهم الوزير، وهو محروم من حقوقه منذ ولادته، وحياة المعاق في المملكة ليست كما يظن.
وكان "الأحمري"، وبحسب التقرير الطبي الخاص الصادر من المديرية العامة للشؤون الصحية، وُلد عن طريق عملية قيصرية عام 1413ه، وعانى من ضيق في التنفس، وأجريت له عملية إنعاش وقتها, كما اتضح أن جذع الطفل أطول من الأطراف، فأجريت له أشعة سينية أظهرت تشوّهات في الأطراف مع عدة كسور في الساق وعظم الفخذ، كما تبين أنه يعاني من ضيق في التنفس والتهاب في الرئة وتشوهات خلقية في الأرجل، والذراعين وتكون العظم الناقص.