مع اقتراب فصل الصيف، وكثرة الرحلات من وإلى السعودية تتوالى ضبط حالات تهريب جديدة على مختلف الحدود، والموانئ البحرية، والجوية، والبرية؛ مما يزيد التخوف والقلق من تحول التهريب إلى تجارة رائجة ممنوعة تغزو المجتمع، وبدأت تأخذ أبعاداً أكثر خطورة، وعنفاً نتيجة تركيز عصابات المهربين المنظمة على تهريب مختلف الأنواع المدمرة من الأسلحة، والمخدرات، والحبوب، والحشيش، والمشروبات الكحولية بأنواعها المختلفة، وكذلك تزايد تهريب المجرمين والنساء، والأطفال من المناطق المجاورة، واستخدامهم في ارتكاب الجرائم والمخالفات، وتكثيف محاولات هؤلاء المجرمين لتدمير المجتمع السعودي بكل الممنوعات بل تؤكد مصادر "سبق" أن استخدامهم للسلاح القاتل في مواجهة رجال الحدود أمر متكرر للهروب من القبض عليهم. وتشير تقارير أمنية إلى أنه مع النشاط الكبير للأجهزة المسؤولة في السعودية عن مكافحة التهريب عبر أكثر من 33 منفذاً؛ إلا أن المتسللين في تزايد، والمهربين يتكاثرون، والمخدرات والخمور، وتهريب الأسلحة، والمتفجرات، وتهريب النساء والأطفال أرقامها تكبر نظراً لكبر مساحة حدود المملكة؛ مما يجعل عمليات التهريب في السعودية من الجريمة المنظمة، ومن الضخامة والتنوع بحيث يصعب، إن لم يكن مستحيلاً، ضبطها والسيطرة عليها كلياً.
وفي هذا الجانب تؤكد الضبطيات الجديدة التي تعلن عنها وزارة الداخلية أن هناك حالات متزايدة لتهريب النساء تحديداً من الدول المجاورة كاليمن والعراق وسوريا، واستخدامهن في الجرائم الأخلاقية بمساعدة مهربين مواطنين مقابل حصولهم على الكثير من المال، حيث يتم تهريب المئات محملات بالمخدرات عبر الحدود بالتعاون مع بعض المرتشين من موظفي المنافذ الحدودية، وأسلوبهم كما تشير بعض المصادر الأمنية يكون بختم جواز الأم أو الأخت أو القريبة بالخروج فقط دون أن تكون مغادرة فعلاً ثم يعود المهرب بالمرأة المهرّبة فيدخلها إلى البلد بصورة شرعية، وهكذا.. وتشيع هذه الحالات مقابل 1500 إلى 4000 للمرأة الواحدة، تبعاً للصعوبات وطول المسافة.
كما يتزايد تهريب القات والأسلحة من الحدود الجنوبية باستخدام الدواب والحمير، وتكثر عمليات تهريب الحشيش والكبتاجون والسلاح من المناطق الشمالية. وكذلك الحشيش والمشروبات الكحولية من المنطقة الشرقية بل بدأ البعض يستغل عائلته، وأطفاله في التهريب وتمرير الممنوعات مستفيداً من الاستهتار، والتسيب عند بعض موظفي، وموظفات الجمارك.
ويتخوف البعض من ارتباط تهريب المخدرات بتمويل العمليات الإرهابية التي تستخدم السيارات، والشاحنات المبردة كوسائل تهريب متكررة.
ويطالب الكثير من المواطنين بمزيدٍ من الوعي، والحرص من رجال الأمن المعنيين، ومن المواطنين أنفسهم لحماية المجتمع من ضرر هؤلاء المهربين الذين تعاظمت شرورهم وتزايدت في الفترة الأخيرة وازدادوا عنفاً وخطورة.