أكد الدكتور محمود غلمان، الاستشاري بمستشفى الحرس الوطني، أن هناك عبثاً بالميزانية المقدمة لوزارة الصحة، متسائلاً: أين يذهب مال الميزانية المقررة لوزارة الصحة؟ وقال غلمان: الميزانية لو صرفت بشكل مناسب فإنها ستجعلنا أفضل دولة في القطاع الصحي بالعالم كله.
جاء ذلك عندما ناقش الإعلامي عبدالعزيز قاسم في حلقته من برنامج "حراك" نقص الأسرة ومعاناة المواطن مع وزارة الصحة، وحظيت الحلقة بحضور لافت من مسؤولي وزارة الصحة، أكدوا فيها أن هناك أخطاء، ولكن هناك مشاريع كبيرة قامت بها الوزارة، ويجب أن يعترف بها الجميع.
وشارك في البرنامج الذي يبث عبر قناة "فور شباب" كل من الدكتور سامي باداود، مدير الشؤون الصحية بجدة، والدكتور محمود غلمان، استشاري الجراحة، والدكتور محمد باسليمان، وكيل الوزارة للرعاية الصحية الأولية، ومحمد السحيمي، الكاتب الصحفي، والدكتور محمد شاهين، عميد كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز، والدكتورة نوف الغامدي، الاستشارية الاجتماعية، والدكتور محمد زمخشري، وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير.
وقال الدكتور محمود غلمان: أتيت لأتكلم بشفافية ومصداقية، وإني أقدر الدكتور عبدالله الربيعة، وأرفع له القبعة احتراماً، ولكن الملك دعم وزارة الصحة بميزانية كبيرة، ومازالت المشكلة لم تحل، وفي اعتقادي أن المشكلة بوزارة الصحة نفسها.
مؤكداً أن الوضع يزداد سوءاً مع مرور الأيام.
وأردف قائلاً: أنا أعمل في الطوارئ ويأتيني مريض يحتاج لعلاج، كيف أقول له ليس عندك أحقية علاج؟!
وأشار "غلمان" إلى أن هناك زيادة في السكان، ولكن هناك أيضاً زيادة في الميزانية.
وعن كثرة الأخطاء الطبية قال "غلمان": "أنا لا أريد عقوبات فقط، ولكني أريد ألا تقع هذه المشكلات أصلاً".
وقال "غلمان": "نحن لا نريد دراسات ووعوداً، فالدراسات والتنظيرات لا تفيد، والمشاريع التي تأخذ سنة تتم في عشر سنوات عند وزارة الصحة!".
وتابع قائلاً: اشتغلت بمستشفى الحرس الوطني 25 سنة، وكان منذ افتتاحه عدد الأسرة به 60 والاستشاريين أربعة، والآن بعد 25 سنة عدد الاستشاريين 30، والأسرة أيضاً 60.. لماذا؟ وبماذا ينفع هذا العدد من الأطباء في ظل محدودية عدد الأسرة؟
وطالب الدكتور "غلمان" الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود بأن يتولى بنفسه الملف الصحي بالبلد.
محذراً من التأمينات الصحية، ومعتبراً إياها مصيدة كبيرة.
ومن جهته، اعترف الدكتور سامي باداود بأن هناك مشكلة في توفر الأسرة، خاصة في مدن المملكة الكبيرة، وأن وزارة الصحة مازالت تعاني من هذه المشكلة.
وأشار إلى أنهم يقومون الآن بمشاريع كبرى لزيادة عدد الأسرة بالمملكة، وأن الوزارة قامت بعمل برامج لتوفير الأسرة وشرائها من القطاع الخاص.
وعن الأخطاء الطبية قال الدكتور باداود: "لدينا إجراءات صارمة تحد من الأخطاء الطبية، ولكن كلما زاد عدد الحالات زادت نسبة الأخطاء".
وأوضح أن بعض الناس ينظر إلى جهود وزارة الصحة بنظرة سوداوية، ولا يقدر ما قامت به من مشاريع خلال أربع سنوات فقط.
وفي جهة مقابلة اعتبر الدكتور محمد باسليمان أن وزارة الصحة تقوم بمشاريع كبيرة، سوف تسهم في حل مشكلة نقص الأسرة بشكل كبير.
وقال باسليمان: لدينا الآن 33 ألف سرير، وهناك مشاريع تحت التنفيذ، وعندما تنتهي سيكون لدينا 66 ألف سرير، وهذه المشاريع ستنتهي في أقل من خمس سنوات تقريباً.
وأكد أن الأخطاء الطبية جزء من العمل الطبي، وأن الوزارة قامت بوضع برامج عديدة للتقليل من الأخطاء الطبية، ومعاقبة المهملين والمخالفين.
وقال باسليمان: لا نستطيع إنكار الأخطاء، ولكن الوزارة تقوم بجهود كبيرة للتقليل من الأخطاء الطبية.
مشيراً إلى أن الوزارة خلال أربع سنوات أصبحت تعمل بشكل مؤسسي.
وأوضح أنه عالمياً المستشفى يتم بناؤه فيما لا يقل عن ست سنوات، ووزارة الصحة في أربع سنوات استطاعت بناء 27 مستشفى.
ودافع باسليمان عن شهادات الجودة التي تمنح لبعض المستشفيات، مؤكداً أن بعض هذه الشهادات صادر من دولة أمريكا ومن مؤسسات محترمة، لها مصداقيتها العالمية.
ونعى باسليمان على بعض الإعلاميين جهلهم بالإحصائيات العالمية، مؤكداً أنهم يتحدثون بما لا يعلمون!