أكّدت المديرية العامة للدفاع المدني، استمرارها في تنفيذ خطة انتشار وتمركز وحدات الدفاع المدني الميدانية بالمواقع المتضررة من الأمطار والسيول، تحسباً لأي بلاغات عن انهيارات صخرية، أو انحراف في حركة المياه بالأودية عن مسارها الطبيعي، ومواصلة عمليات البحث عن المفقودين. وأوضح مدير عام الدفاع المدني، الفريق سعد بن عبد الله التويجري، أن جميع وحدات وفرق الدفاع المدني ستبقى على أهبة الاستعداد على الرغم من توقف الأمطار على معظم المناطق للتعامل مع أي بلاغات أو حوادث يمكن أن تحدث نتيجة ارتفاع المياه خلف السدود، أو تحرك السيول المنقولة في اتجاهات غير متوقعة، إضافة إلى أعمال حصر وتقدير الأضرار، مشيراً إلى استمرار التنسيق والتواصل معا لرئاسة العامة للأرصاد الجوية لسرعة الاستعداد والاستجابة لأي تغيرات مناخية مفاجئة.
وحول نتائج العمليات الميدانية وحجم الأضرار، أكد الفريق التويجري أن غرف عمليات الدفاع المدني في جميع مناطق المملكة تلقت على مدار الأسبوع الماضي، وحتى منتصف نهار الجمعة، ما يزيد على (42639) بلاغاً من جرّاء الأمطار والسيول، كان الجزء الأكبر منها عن احتجاز مياه الأمطار والسيول لأشخاص داخل المركبات بنسبة تزيد على 55% من عدد البلاغات، ثم الحوادث المروية بنسبة 30%، ثم حوادث احتجاز المواطنين في المنازل والاستراحات والأودية بنسبة 10% تقريباً.
وأشار إلى أن البلاغات شملت حوادث تماسات كهربائية وانقطاع خدمات الاتصالات وغرق بعض الأشخاص بنسبة 5% تقريباً من إجمالي البلاغات، مبيناً أن الاستعداد الجيد لقوات الدفاع المدني المجهزة بكل الآليات والمعدات كان له أثره - بعد توفيق الله سبحانه وتعالى - في تخفيف الأثار المترتبة على السيول والأمطار إلى أدنى الحدود الممكنة.
وأشار الفريق التويجري إلى أن أكثر من 700 فرقة ووحدة ميدانية للدفاع المدني شاركت في مباشرة البلاغات المرتبطة بالحوادث الناجمة عن الأمطار بالحوادث طيلة الأسبوع الماضي، يدعمها ما يزيد على 40 طائرة عمودية من أسطول طيران الأمن في أعمال البحث والإنقاذ وتنفيذ خطط الإخلاء والإيواء وإيصال المساعدات الإغاثية ومستلزمات الإعاشة والرعاية الصحية لعدد من القرى المعزولة، والتي تسبّبت الأمطار والسيول في تضرر الطرق البرية الموصلة إليها.
وأكد نجاح رجال الدفاع المدني في إنقاذ 6362 شخصاً وإيواء 4544 آخرين بعد إخلائهم من منازلهم التي تضرّرت من الأمطار الغزيرة في عدد من المدن والمحافظات، بالإضافة إلى انتشال جثامين ( 24) متوفى -تغمدهم الله برحمته- حيث توفي: بالمدينة المنوّرة (1)، ومحافظة العقيق (5)، ومحافظة الخرج (3)، ومحافظة الأفلاج (3)، ومحافظة الحريق (1)، ومحافظة المجمعة (1)، ومحافظة القويعية (1)، ومحافظة الطائف (7)، ومحافظة بيشة (1)، وخميس مشيط (1)، بينما تتواصل عمليات البحث عن (4) مفقودين في كل من: منطقة حائل (1)، ومنطقة الباحة (3)، والذين يحتمل أن تكون السيول قد جرفتهم أثناء وجودهم بعدد من الأودية.
وأشاد الفريق التويجري بمستوى التنسيق والتعاون بين الدفاع المدني وكافة الجهات الأعضاء بمجلس الدفاع المدني، والبالغ عددها 18 جهة، في تنفيذ خطة الطوارئ المعتمدة لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول، وتقديم خدمات الإيواء والإعاشة والرعاية الصحية للمتضررين، وحصر الأضرار، مؤكداً استمرار هذا التعاون والتنسيق لحين إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل سقوط الأمطار.
كما أشاد الفريق التويجري بتكامل جهود الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والحرس الوطني والهلال الأحمر السعودي ووزارات: الشؤون البلدية والقروية، والمالية، والاقتصاد والتخطيط، والتجارة والصناعة، والزراعة، والمياه والكهرباء، والنقل، والصحة، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وهيئة الأركان العامة والأمن العام ولجان الدفاع المدني بالمناطق ومؤسسات العمل التطوعي ووسائل الإعلام، والتي كان لتفاعلها أثره الفاعل في بث الرسائل التوعية والتحذيرية لتجنب مخاطر السيول.
وعبّر الفريق التويجري عن خالص تعازيه لأسر الضحايا، سائلاً الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته، مهيباً بالمواطنين والمقيمين أخذ الحيطة والحذر وعدم المغامرة بالخروج إلى مناطق التنزه في المناطق القريبة من الأودية ومصارف السيول والمستنقعات المائية؛ لتجنب مخاطر مخلفات الأمطار من السيول المنقولة، أو تساقط الصخور، أو هبوط التربة لحين استقرار الأوضاع وإزالة مسبّبات الخطورة.