افتتح وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا رئيس اللجنة الإشرافية العليا لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساء اليوم، الملتقى العلمي 13 لأبحاث الحج والعمرة الذي يقيمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى، بمشاركة أكثر من 20 جهة حكومية وأهلية، بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية، وتحت رعاية خادم الحرمين. وكان في استقبال "بن نايف" وزير التعليم العالي عضو اللجنة الإشرافية العليا على المعهد الدكتور خالد بن محمد العنقري، ومدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس، ووكلاء الجامعة، وعميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور عبدالعزيز بن رشاد سروجي. كما شاهد "بن نايف" والحضور فيلماً وثائقياً بعنوان "لمسة وفاء" أبرز فيه الإنجازات العظيمة التي سطرت بأحرف من نور للأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود- طيب الله ثراه- إبَّان رئاسته للجنة الإشرافية العليا للمعهد وما قدمه- يرحمه الله- من دعم كامل وعناية فائقة بأعمال ومهام وأدوار المعهد العلمية والبحثية طيلة 38 عاماً. وأبان "بن نايف" أن البلاد المباركة- قيادةً وشعباً- دأبت على التشرف بحمل هذه الرسالة الإسلامية السامية بكل عزيمة واقتدار منذ عهد مؤسس الكيان العظيم، وسار على نهجه من خلفه من أبنائه ملوك هذه الدولة وولاة أمرها، حيث تعمل الدولة بكل تفانٍ وإخلاص على تحقيق هذه الرسالة الكبرى والنهوض بواجباتها ومتطلبات أدائها على الوجه الأكمل؛ ابتغاء الأجر والمثوبة من المولى عز وجل، والعمل على تسهيل أمور المسلمين، وتمكينهم من أداء فريضة الحج والعمرة، والاستفادة مما وفرته لهم الدولة من خدمات وتسهيلات كبيرة، والعودة إلى أوطانهم سالمين غانمين بعون الله وتوفيقه. وأفاد "بن نايف" أن الملتقى العلمي الذي ينظمه المعهد، سوف يتيح الفرصة لالتقاء المشاركين فيه من الباحثين والمختصين في مختلف مناطق المملكة بنظرائهم في ميادين العمل من المعنيين بشؤون الحج والعمرة والزيارة من منسوبي الأجهزة الحكومية والأهلية، ليجتمع بذلك صائب الرؤية وثاقب النظرة وعميق الخبرة على النحو الذي نأمل أن يقود إلى ما يمكن أن يسهم في الارتقاء بمستوى ونوعية الخدمات والتسهيلات المقدمة لضيوف الرحمن والزوار والمعتمرين. وقال عميد المعهد رئيس اللجنة المنظمة للملتقى الدكتور عبدالعزيز سروجي: إن هذا الملتقى ضمن سلسلة الملتقيات العلمية التي دأب المعهد على إقامتها سنوياً منذ عام 1422ه؛ لإتاحة الفرصة لجميع الباحثين والمختصين والمسؤولين والعاملين في مجالات الحج والعمرة للتلاقي وتبادل الخبرات وعرض خلاصة ما لديهم من أبحاث ودراسات ومقترحات. ولفت "السروجي" النظر إلى أن الملتقى يتميز عن سابقيه ولأول مرة بطباعة السجل العلمي له، الذي يحتوي على النص الكامل لجميع الأبحاث والأوراق العلمية المحكمة، كما صدر في عام 1434ه الموافقة السامية من خادم الحرمين بدمج الملتقى العلمي لأبحاث الحج بمكةالمكرمة مع الملتقى العلمي لأبحاث المدينةالمنورة في ملتقى واحدٍ يعقد سنوياً مرة بمكةالمكرمة، وأخرى بالمدينةالمنورة وتحت عنوان "الملتقى العلمي لأبحاث الحج والعمرة والزيارة". وأفاد "السروجي" أن عدد الأوراق العلمية في الملتقى بلغت أكثر من 60 ورقةً وملصقاً علمياً، اختيرت بدقة متناهية وتحكيمها داخلياً وخارجياً، ومن ثمَّ تقديمها على ست جلسات علمية تشمل محورَ الإدارة والاقتصاد وفقه الحج والعمرة ومحورَ التوعية والإعلام ومحورَ البيئة والصحة ومحور تقنية المعلومات وتطبيقاتها ومحورَ العمران والتطبيقات الهندسية ومحور جهود الجهات الحكومية في الحج والعمرة. وأشاد "السروجي" بوزير الداخلية وتقديم الدعم الكامل له، معرباً عن تقديره لوزير التعليم العالي لمتابعته المستمرة لمهام المعهد، وكذلك لمدير جامعة أم القرى على متابعته المستمرة والشخصية للمعهد، مؤكداً أن جميع العاملين بالمعهد يدركون عِظمَ المسئولية الكبيرة الملقاة على عواتقهم ومدى الأملَ الذي يرجوه منهم ولاة الأمر لذلك، فهم يعملون لتقديم مزيدٍ من التطوير والجودة في مخرجات المعهد البحثية. وقال مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس: إنَّ هذهِ الأرضَ المكيّةَ المباركةَ أرضٌ وَلُودٌ ودودٌ، ما تزالُ تجودُ كلَّ حينٍ بنفحةِ إيمانٍ، أو لمحةِ إحسانٍ، أو صفحةِ إتقانٍ. وأضاف "عساس" أنَّ تأسيسَ معهدِ خادمِ الحرمين لأبحاثِ الحجِّ والعمرةِ يمثِّلُ نموذجاً للإِتْقانِ المكيِّ في أداءِ واجبِ الحجِّ والحجيجِ، عبرَ قيامِهِ على رُكْنَيِ الجِدَّةِ والجَودةِ؛ الجِدَّةُ لأنّ المعهدَ أولُ معهدٍ أكاديميٍّ يُخْلِصُ وَجْهَ البحثِ للحجِّ وقضاياه والجودةُ؛ لأنَّه بُنِي على أسس صحيحةٍ، فضمّ إليه التخصصاتِ التي يُحتاج إليها، ووفّر الإمكاناتِ، وأسَّسَ شراكاتٍ علميةً مثريةً لدَوْرِهِ، وابتدعَ- بأثرٍ من ذلك- كثيراً من الحُلُولِ الناجعةِ لمشكلاتِ الحجّ، مما جَعَلَهُ المرجعَ العلميَّ الأولَ في كلِّ ما يتعلَّقُ بالحجِّ لدى لجنةِ الحجِّ العليا. وبيَّن "عساس" أن البحثَ العلميَّ قيمةٌ حقيقيةٌ في ذاتِهِ، فكيف إذا ارتبطَ بهذهِ الشَّعِيرةِ العُظْمَى؟! إنَّهُ حينئذٍ يَكْتَسِبُ قيمةً مضافةً يُصْبِحُ عِلْماً وعبادةً، دُنْيا وآخرةً، رِفْعةً دنيويةً وقُرْبَةً أُخْرَوِيَّة، وهذا ما يقومُ به باقتدارٍ وجدٍّ معهدُ خادم الحرمينِ الشريفين لأبحاثِ الحجِّ والعمرةِ، وملتقانا هذا صورةٌ مشرقةٌ متجدِّدةٌ من صورِ توظيفِ البحثِ العلميِّ لخدمةِ الحجِّ والعمرةِ.