تمكَّنت إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة الرياض من كشف غموض عصابة سرقات خطيرة، وضبط أفرادها البالغ عددهم اثني عشر شخصاً، تسعة منهم سعوديون، وثلاثة من جنسية عربية تتراوح أعمارهم بين العقدين الثاني والثالث وكشف جرائمهم. وكان عدد من مراكز شرطة شرق الرياض قد تلقَّت وعلى مدار ثلاثة أشهر بلاغات من مواطنين ومقيمين، أفادوا بوقوعهم ضحايا لجرائم سرقات تنوَّعت بين "سرقة السيارات بوضعيات مختلفة"، منها ما كان بالاعتداء بالقوة والتهديد، وأحياناً أثناء وقوفها بوضعية التشغيل أو بأسلوب الصدم من الخلف، وكسر زجاج عدد من السيارات ليلاً، والسرقة منها أثناء وقوفها أمام منازل أصحابها، وكذلك "السرقة من المنازل، ومن المحالِّ التجارية".
وكان النصيب الأكبر من البلاغات لدى مركز شرطة المنار؛ حيث جاء البلاغ الأول من أحد المواطنين عن تعرُّض سيارته للسرقة، وبداخلها ثلاث ساعات ثمينة وجهاز حاسب آلي من داخل منزله، تلاه بلاغ مواطن آخر عن سرقة سيارته نوع شيفروليه لومينا أثناء وقوفها أمام منزله، كما حضر وافد آسيوي وأبلغ عن قيام أربعة أشخاص بالركوب معه في سيارته نوع كامري لغرض إيصالهم، وفي الطريق قاموا بالاعتداء عليه بالضرب وسرقة سيارته والهرب بها.
وبعدها تواصلت البلاغات من مواطنين ومقيمين عن سرقة سيارات ومنازل ومحال تجارية، كما تلقَّت مراكز شرطة النسيم والملز والخليج عدداً من البلاغات المشابهة، تمكَّن الجناة من خلالها من سرقة 58 سيارة، ومبالغ مالية، وأجهزة جوال، وأجهزة حاسب آلي محمول، ومقتنيات ثمينة من المنازل والمحال التجارية والسيارات التي قاموا بتكسير زجاجها والسرقة منها.
وكلَّف مدير شرطة منطقة الرياض إدارة التحريات والبحث الجنائي بجمع تلك القضايا ودراستها والتعرُّف على الأسلوب الإجرامي ومعرفة من يقف خلفها، وبعد دراسة مستفيضة تم معرفة الأساليب المستخدمة في ارتكاب تلك الحوادث، وتم رسم الطريقة البحثية المثلى للإيقاع بالجناة وكشف هويتهم، وقد أوصلت تلك الأمور إلى الاشتباه بعدد من الأشخاص تم رصدهم ووضعهم تحت المراقبة المستمرة، حتى تم الإيقاع بهم جميعاً واحداً تلو الآخر في كمائن محكمة.
وتبيَّن أنهم تسعة سعوديين وثلاثة وافدين من جنسية عربية، وبإخضاعهم للتحقيق ومواجهتهم بالأدلة والقرائن التي توفَّرت لدى جهة التحقيق التي تثبت تورُّطهم في ارتكاب تلك الجرائم اعترفوا بالاتفاق والتخطيط السابق، وارتكاب عدد من جرائم سرقة السيارات والمنازل والمحال التجارية، وقد أرشدوا على جميع المواقع التي قاموا بالسرقة منها، وقد توافقت اعترافاتهم مع ما هو مسجَّل لدى مراكز الشرطة عن تلك الحوادث، إضافة إلى توافقها مع ما ذكره المبلغون من حيث الزمان والمكان ونوع المسروقات، وتم الدلالة على موقع عدد من المسروقات التي أرشدوا إليها، ولا يزالون موقوفين رهن استكمال إجراءات التحقيق معهم؛ تمهيداً لإحالتهم للجهة القضائية المختصة لينالوا جزاءهم لقاء ما ارتكبوه.