كشفت منظمة العفو الدولية "أمنيستي إنترناشونال" المعنية بحقوق الإنسان، النقاب عما وصفته بأدلة على تورط الولاياتالمتحدة في ضربات جوية استخدمت فيها صواريخ تحمل قنابل عنقودية، ضد من يعتقد أنهم عناصر في تنظيم القاعدة داخل الأراضي اليمنية في ديسمبر الماضي. وانتقدت المنظمة واشنطن لاستخدامها القنابل العنقودية، وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب إسقاط ضحايا في صفوف المدنيين. وقالت المنظمة: إنها حصلت على صور فوتوغرافية أخذت بعد الغارة مباشرة تظهر بقايا صاروخ توماهوك مصنوع في الولاياتالمتحدة. وتظهر نسخ الصور حطام قطع معدنية، ويبدو أنها بقايا صاروخ. ولم تكشف المنظمة عن كيفية حصولها على الصور، لذا لم يتم التأكد من مصداقيتها من مصادر أخرى بعد. وتقول منظمة العفو: إن الصور تظهر أجزاء من جسم وحمولة صاروخ كروز توماهوك / بى جى إم 109 دي. من صنع أمريكي. وتضيف أن مثل هذا الصاروخ يمكن إطلاقه من سفينة حربية أو غواصة، وقد صمم لنقل حمولة من الذخيرة العنقودية التي تنتشر على مساحة واسعة، وهو مستخدم فقط لدى القوات الأمريكية. وقال فيليب لوثر نائب مدير برنامج المنظمة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "بناء على الدليل الذي تقدمه هذه الصور يجب على الحكومة الأمريكية أن تكشف عن ماهية الدور الذي لعبته في ضربة المجلى. ويجب على كل الحكومات المشتركة فيها أن تظهر ما هي الخطوات التي اتخذتها لتجنب الخسائر الإنسانية غير الضرورية من قتلى وجرحى". وأضاف لوثر: حقيقة أن العديد من الضحايا من النساء والأطفال يدل على أن الضربة كانت في الواقع عملا "غير مسؤول تماماً" وبشكل خاص لما يظهر أنه استخدام لقنابل عنقودية. ولم تقر الولاياتالمتحدة بأي دور في الهجمات التي قالت الحكومة اليمنية آنذاك: إن قواتها هي التي نفذتها. وتتباين التفسيرات لما حدث في الهجوم الذي جرى في 17 من ديسمبر في منطقة المجلى في محافظة أبين جنوب اليمن. وكان مسؤولون أمنيون يمنيون قالوا في البداية: إن 34 من عناصر القاعدة قتلوا، بيد أن لجنة برلمانية يمنية قالت في تقريرها لاحقاً: إن 41 من المدنيين قتلوا في الضربة إلى جانب المسلحين. وفي واشنطن تجنب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بريان وايتمان الرد على الأسئلة التي وجهت إليه عن الضربة إلى الحكومة اليمنية، وأثنى أيضا على دور صنعاء في تصديها "لخطر القاعدة في بلادها" قائلا: إن الولاياتالمتحدة تدعم بقوة أي فعل ضد الجماعة الإرهابية في اليمن. وصادق ما لا يقل عن 30 بلداً على اتفاقية دولية جديدة تحظر استخدام الذخيرة العنقودية، إلا أن الولاياتالمتحدة لم تنضم إلى هذه الاتفاقية بعد.