تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوبامابألا تتسامح بلاده مع حيازة إيران لسلاح نووي، غير أنه حذر من أن تصاعد حدة النبرة التي تحمل بين طياتها تهديدات ضمنية بالحرب ترفع من أسعار النفط ومن ثم تساعد إيران في تمويل برنامجها النووي. وقال أوباما فجر الاثنين 5 مارس 2012 أمام لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية (ايباك): "لقد قلت إنه عندما يتعلق الأمر بمنع إيران من حيازة سلاح نووي لن أستبعد خيارا من الطاولة .. لن أتردد في استخدام القوة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الولاياتالمتحدة ومصالحها". وأكد أوباما أن الولاياتالمتحدة قد زادت مساعداتها الأمنية لإسرائيل في كل عام منذ توليه منصبه في عام 2009 مضيفا "يجب أن تكون لدى إسرائيل القدرة على الدفاع عن نفسها دائما بنفسها وضد أي تهديد". ودعا أوباما إلى مواصلة الدعم للجهود الدبلوماسية التي تقودها الولاياتالمتحدة وجهود العقوبات لعزل إيران وتدمير اقتصادها، في وقت "تقيم" فيه الولاياتالمتحدة وإسرائيل أن إيران لم تمتلك بعد أسلحة نووية. وقال إنه يعتقد "بقوة" أنه لا تزال هناك فرصة لنجاح الدبلوماسية، وحث المجتمع الدولي على استخدام "الوقت والمساحة" التي لا تزال متوافرة لتلك الجهود. ويأتي خطاب أوباما في ظل القلق المتزايد إزاء البرنامج النووي الإيراني وزيادة التوقعات بإقدام إسرائيل على عمل ضد إيران إذا لم توقف أنشطة تخصيب اليورانيوم. وقد أكد وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان يوم الأحد أن إسرائيل ستتخذ قرارها بشكل مستقل بشأن ما إذا كانت ستستخدم القوة العسكرية ضد إيران. ومن المقرر أن يلتقي أوباما اليوم الاثنين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، قبل ساعات من إلقاء رئيس الوزراء كلمة أمام "ايباك"، وهو لوبي قوي مؤيد لإسرائيل يتمتع بنفوذ سياسي هائل في الولاياتالمتحدة. ورحب نتنياهو، الذي اشتبك مع أوباما في الماضي بسبب خطط إسرائيل الاستيطانية وغيرها من القضايا، بتصريحات أوباما، خاصة تأكيده على أنه يجب أن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها. وقال نتنياهو في بيان صدر بالعبرية من مكتبه في إسرائيل "إنني أقدر للغاية حقيقة أنه اكد على موقفه بأنه ينبغي ألا يسمح لإيران بتطوير سلاح نووي، وأن كل الخيارات مطروحة على الطاولة". وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب تريد أن تستخدم واشنطن لغة أكثر صرامة ضد إيران وأن تؤكد بوضوح أنها مستعدة أيضا لاستخدام القوة العسكرية إذا لم توقف طهران برنامجها النووي المتنازع عليه. وأضاف أوباما في كلمته "إذا ما سمعتم البعض خلال هذا الموسم السياسي يشككون في دعم إدارتي لإسرائيل، فتذكروا أن هذا الأمر غير مدعوم بحقائق.. وتذكروا أن العلاقة الأمريكية الإسرائيلية مهمة للغاية بشكل لا يمكن أن تشوهه السياسات الحزبية.. الأمن القومي لأمريكا مهم للغاية وأمن إسرائيل مهم للغاية". وتابع أن "قادة إسرائيل يفهمون ضرورة السلام.. وأعتقد أن السلام يصب بعمق في مصلحة أمن إسرائيل.. وبالطبع السلام يصعب تحقيقه.. لكن على قدر صعوبته لا ينبغي أن نسلم لليأس". وقال أوباما إن حالة الثوران والتشكك التي تتسم بها التطورات لدي جيران إسرائيل تجعل تحقيق السلام أمرا أكثر صعوبة مشيرا في هذا الصدد إلي العنف المروع الدائر في سورية وإلي المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر . وذكر أن الانقسام داخل القيادة الفلسطينية تجعل من تحقيق السلام أمرا أكثر صعوبة حتي الآن وعلي الأخص استمرار رفض حماس الاعتراف بحق إسرائيل الأصيل في الوجود . واستطرد أوباما يقول إن "رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع باراك والرئيس بيريز- كل واحد منهم دعا إلي إقامة دولتين- إسرائيل الآمنة التي تعيش جنبا إلي جنب مع دولة فلسطينية مستقلة " . وقال أوباما إن تسلح إيران نوويا هو أمر يتعارض تماما مع مصالح أمن إسرائيل، كما أنه يتعارض كذلك مع مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة. وأضاف "ولهذا السبب قطعت التزاما على نفسي منذ أربعة أعوام أمام الشعب الأمريكي وقلت إننا سنستخدم جميع عناصر القوة الأمريكية من أجل الضغط على إيران ومنعها من حيازة سلاح نووي". وأردف قائلا "بالطبع، طالما أخفقت إيران في الوفاء بالتزاماتها، فستظل تلك المشكلة بدون حل.. إن التنفيذ الفعال لسياستنا ليس كافيا ... يتعين علينا تحقيق هدفنا". ومن جانبه، صرح الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في كلمته أمام "إيباك" يوم الأحد أن بلاده والولاياتالمتحدة تشتركان في نفس الهدف المتمثل في منع إيران من تطوير سلاح نووي. وأضاف أن "هناك تطابقا في مواقفنا بشأن ذلك ورسالتنا واضحة : "إيران لن تطور سلاحا نوويا" . وتابع "يتعين منع إيران (من تطوير هذا السلاح ) وسوف يتعين منعها" مشيرا إلى أن إيران تسعى إلى السيطرة على الشرق الأوسط وبالتالي السيطرة على جزء هام من الاقتصاد العالمي. ووصف الحكومة الإيرانية بإنها نظام شرير ووحشي وفاسد أخلاقيا" يقوم على التدمير،". ونوه بيريز إلى أن " الرئيس الأمريكي باراك أوباما يقود ويطبق سياسة دولية معقدة وحاسمة تشمل فرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضد إيران.. أوباما أوضح أن الولاياتالمتحدة لن تسمح لإيران بان تصبح دولة نووية .. هذا الاحتواء ليس سياسة مستدامة وكل الخيارات مطروحة على الطاولة". وقال أوباما إنه سيقلد بيريز "وسام الحرية"، وهو أرفع وسام مدني في الولاياتالمتحدة ، في وقت لاحق من العام الجاري .