تقدَّم عدد من أصحاب المزارع بوادي الجزل، التي تبعد 40 كيلو متراً عن محافظة العلا، ببلاغات لفرع الزراعة بالمحافظة، اشتكوا فيها من أن الجراد الْتهم الأخضر واليابس، وأتلف المحاصيل الزراعية، وقضى على ثمار البلح التي بدأت في التفتُّق، والتي تُعتبر الدخل الرئيسي لهم. وأفاد عبد المجيد الأيداء بأن المسؤولين لم يتجاوبوا مع شكواهم، قائلاً: أبلغنا الفرع بأن المنطقة تحتاج طائرة رشٍّ لمكافحة الجراد، وهم ينتظرون تجاوب الوزارة. مؤكداً وجود سرب كبير يهاجم المنطقة بكميات ضخمة، وما زال الجراد يلتهم المحاصيل بشغف.
وقال محمد العنزي: المحاصيل قضي عليها، بعدما أوشك بعضها على الحصاد، واستوى بعضها الآخر، مثل: البرسيم والقمح وطلع البلح، مضيفاً: الجراد يأكل المحاصيل ليلاً بشكل مضاعف.
وأبدى المزارعون مخاوف من مكوث الجراد إذا لم يتحرك فرع الزراعة بالعلا سريعاً، مناشدين الوزير التدخل لحلِّ مشكلتهم.
من جانبه أكد مدير عام إدارة الشؤون الزراعية بمنطقة المدينةالمنورة المهندس إبراهيم الحجيلي تشكيل أربع فرق لمحاربة الجراد، واستدعاء أخرى، وطلب من "سبق" الاتصال بمركز أبحاث الجراد بجدة؛ لأخذ إفادة كاملة؛ لأنهم المعنيون بالموضوع والمسؤولون عنه.
وبدورها اتصلت "سبق" بمدير عام المركز الوطني لمكافحة وأبحاث الجراد المهندس عدنان خان، الذي أكد تلقي بلاغات المزارعين، وقيام الفرق برشِّ ومكافحة الجراد، قائلاً: اطَّلعت على الإفادة، وهناك ثلاث فرق تعمل في العلا. وأكد أن الجراد لم يكن كثيفاً، ولم تكن الأسراب كبيرة بل محدودة، ولكن مع توالي المجموعات، وضعت بيضاً على مراحل، لكن التفقيس حصل مرة واحدة في وقت واحد، وهو ما جعل كلَّ متر مربع يحتوي مائة كيس بيض من الحوريات، فبالتالي ظهرت البقع الكثيفة.
وأردف: توجد طائرتان للرشِّ، وطلبنا مجنَّحة من تبوك، وأخذنا إحداثيات المواقع ودعمناهم بفرق من خارج المنطقة؛ وذلك لاستنقاذ الفرق الموجودة؛ لأنها تعمل منذ بداية الموسم.
وأوضح أنه لا يوجد تقصير من العاملين بمشكلة الجراد في العلا؛ لأنهم يعملون طيلة أيام الأسبوع، مضيفاً: "نحن لا ننكر وجود أسراب، ولكن أيضاً العاملون بشر ولديهم طاقة، فالإصابة حجمها أكبر من طاقتهم".
وأكد "خان" ل"سبق" أنهم يكافحون الجراد بكل منطقة، حتى بالمناطق الصحراوية؛ حتى لا تهاجر الأسراب لمناطق أخرى أو دول أخرى.