يرعى خادم الحرمين الشريفين، بعد غد الأحد، ولأول مرة، فعاليات منتدى بلا ورق "المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الرابع" تحت شعار الفرص الاستثمارية في الطاقة المتجدّدة وكفاءة الطاقة والمياه ويستمر ثلاثة أيام. كما يرعى فعاليات المعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة المقام على مساحة أربعة آلاف متر مربع بمشاركة 70 عارضاً في مجالات البيئة والطاقة والاقتصاد الأخضر في الرياض. ويتحدث في المنتدى الذي يحضره 1000 مشارك وباحث ومهتم 50 من الخبراء والمختصّين الدوليين والسعوديين عن محوريْن رئيسيْن هما "كفاءة الطاقة، والطاقة المتجدّدة والمياه"، من خلال المحور الأول تسليط الضوء على كفاءة الطاقة، وعلى الفرص الاستثمارية المتوقعة والمتاحة في هذا المجال، في كل من المملكة العربية السعودية ودول الخليج.
ويناقش الخبراء موضوع الطاقة المتجدّدة، من جوانب عدة، منها الملامح العامة للفرص الاستثمارية المتوقعة في مجال الطاقة المتجدّدة للمملكة والخليج، وماضي ومستقبل واتجاهات سوق الطاقة المتجدّدة، وحلول ومنتجاتها بالمملكة، ومدى إمكانية نجاح الطاقة المتجدّدة، وحلول ومقترحات لمعاجلة تمويل المشاريع في مجال الطاقة المتجدّدة كخيارٍ جاذبٍ للاستثمار. كما يتطرق إلى اتجاهات التمويل الراهنة وإمكانية تطبيقها في مشاريع الطاقة المتجدّدة، والتوقعات المحتملة لتمويل مشاريع الطاقة المتجدّدة، وسيُقَدَّم عروضٌ مرئية حول القيمة المضافة في الطاقة المتجددة، والتطورات في سوق الطاقة المتجدّدة، ورؤى استثمارية حول الفرص المتاحة بالمملكة.
ويحضر المؤتمر الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة رئيس المؤتمر الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، ووزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز.
كما تحضر المؤتمر رئيسة مركز العمل التطوعي بدولة الكويت الأميرة أمثال الأحمد الجابر الصباح، إضافة إلى وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة ووزير العمل المهندس عادل فقيه وأمين منطقة الرياض المهندس عبد الله بن عبد الرحمن المقبل. ويشهد المنتدى الإعلان عن أربع جوائز في مجال البيئة، هي: جائزة الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز للمسؤولية الاجتماعية للشركات، وجائزة سموه لحماية البيئة للشركات، إلى جانب جائزة الأمير للبيئة لشباب وشابات دول الخليج، وجائزة مدارس الحس البيئي.
كما يشهد المنتدى اكتمال توقيع الاتفاقيات لتنفيذ آليات البرنامج الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، بيئتي علم أخضر وطن أخضر، حيث سيتم توقيع اتفاقية بين الجمعية وأمانة الرياض لتطبيق بنود البرنامج الوطني، بيئتي علم اخضر وطن أخضر؛ ليبلغ عدد المدن السعودية التي ستطبق البرنامج 15 مدينة سعودية، إلى جانب توقيع أول اتفاقية من نوعها مع وزارة الصحة عن العلامة البيئية "الإدارة البيئية للمنشآت الصحية".
ومن أبرز المستجدات في منتدى البيئة في نسخته الرابعة أنه سيكون أول منتدى يعقد دون ورق في الشرق الأوسط للحد من إعادة طباعة الورق؛ للحفاظ على البيئةُ وسوف يحصل كل مشترك في المؤتمر على "جهاز آي باد" الذي يساعد على التواصل مع المشتركين في المنتدى وإرسال الآراء والملاحظات من خلال لمسة زر واحدة على تطبيقات المنتدى جيف (GEF Event App).
ويشارك في المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة نحو 1500 باحث ومهتم وعالم في المجال البيئي إلى جانب 50 متحدثاً من مختلف دول العالم، ويشارك في المنتدى وزراء من وزارات البيئة والتنمية ورؤساء الغرف التجارية و الصناعية بدول مجلس التعاون الخليجي وخبراء عالميون من فرنسا بريطانيا والدنمرك واليابان وأمريكا. وشكر الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة رئيس المنتدى الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين لرعايته المنتدى الخليجي العالمي.
وأبرز الأمير تركي، اهتمام خادم الحرمين الشريفين بحماية البيئة ووضعها في قمة أولويات المشروعات التنموية والاقتصادية السعودية، مؤكداً أن صون البيئة وحمايتها من التدهور يظل الهدف الأسمى في السياسات والاستراتيجيات التي تضعها الدولة في خططها التنموية، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية تعمل ضمن المنظومة العالمية للحفاظ على البيئة والاستفادة من التجارب البيئية التي يمكن أن تكون أداة فعالة في العمل مما يسهم في تكوين بيئةٍ سليمةٍ تحافظ على المقدرات والمكتسبات في ظل تنامي عدد السكان واتساع المدن والاختناقات الكثيفة.
وشدّد الأمير تركي، على أن الدول إذا لم تتخذ سياسات وإجراءات وممارسات عاجلة فعالة فسوف يتعرّض كوكب الأرض ومستقبل الحضارة البشرية لمزيدٍ من الكوارث والأخطار، موضحاً أن دول الخليج تحاول من خلال المنتدى أن تصل إلى آليات تجمعها من أجل هدفٍ وغايةٍ واحدة.
وبيّن الأمير تركي أن مساهمة البلدان الخليجية العربية في منظومة العمل البيئي حيث انتهجت أخيراً نماذج جريئة للنمو الاقتصادي، العدالة الاجتماعية والحفاظ على الموارد الطبيعية بهدف استغلالها استغلالاً مستداماً. وأضاف "تركي" أن المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الرابع خلال انعقاده سيناقش 30 محورا تتناول عدداً من الموضوعات ذات الشأن البيئي، منها الاستدامة في الصناعة من حيث التكلفة والفوائد الملموسة والعائد على الاستثمار إلى جانب التكيُّف مع منطقة الخليج لتأثير التغيير المناخي العالمي وآثار الكربون والانتماءات وتغير المناخ والتنمية الصناعية.
من جهته، شدّد المدير التنفيذي لجمعية البيئة السعودية الأمير نواف بن ناصر بن عبد العزيز، على أن محاور المنتدى تتضمن كفاءة الطاقة وبرامج المحافظة عليها والبحث عن مصادر الطاقة المتجدّدة والبديلة, التطوير والمحافظة على الاستدامة البيئية المياه وأحدث طرق معالجتها، إلى جانب الاعتبارات البيئية ضمن التجارة والصناعة والمجتمع، مفيداً أن المنتدى سوف يستعرض تجارب عالمية في التميز في مجال التقنيات البيئية وإدارة النفايات وكذلك التطرق إلى التنمية المستدامة لمزيدٍ من النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
وقال الأمير نواف إن الإنسان ما انفك يبحث عن مصادر جديدة للطاقة لتغطية احتياجاته المتزايدة في تطبيقات الحياة المتطورة التي يعيشها، ولكن بعض مصادر الطاقة معروفة بنضوبها وتكلفة استغلالها المرتفعة والتأثير السلبي لاستخدامها على البيئة، وقد تنبّه الإنسان في العصر الحديث إلى إمكانية الاستفادة من حرارة أشعة الشمس والتي تتصف بأنها طاقة متجدّدة ودائمة لا تنضب شأنها في ذلك شأن الطاقة التي يمكن الحصول عليها من الرياح أو من جريان المياه أو غير ذلك من الظواهر الطبيعية التي يمكن إنتاج الطاقة منها، وأدرك العالم جلياً الخطر الكبير الذي يسبّبه استخدام مصادر الطاقة الأخرى والشائعة "وخاصةً النفط والغاز الطبيعي" في تلوّث البيئة وتدميرها، ما يجعل الطاقة المتجدّدة الخيار الأفضل على الإطلاق.
وأشار الأمير نواف إلى أن مصادر الطاقة المتجدّدة في عصرنا الحالي تشكل دخلاً قومياً لبعض البلدان حتى إنه في دول الخليج العربي والتي تعتبر من أكثر بلاد العالم غنىً بالنفط، تستخدم الطاقة الشمسية بشكل رئيسي وفعّال. ولفت الأمير نواف إلى أن دول الخليج تعمل على وضع الكثير من مشاريع إنتاج الطاقة الهوائية والشمسية أو على التخطيط لها، ومن بينها مشاريع إنشاء مدن لبناء أكبر مراكز لمصادر الطاقة المتجدّدة في الدول العربية والخليجية حيث طرحت مبادرات خليجية لإنشاء معمل لإنتاج الطاقة الشمسية المركزة في العالم وتصل قدرته إلى 1000 ميجا واط.
وبيّن الأمير نواف أن دول الخليج العربية تسعى إلى سياسات تدعم فعالية الطاقة، ولكن نجاح محاولات دول المنطقة أو فشلها في تنويع مصادر الطاقة تظل رهناً بقدرة هذه الدول على رفع الكثير من التحديات الإستراتيجية. وأفاد الأمير نواف أن الطاقة المتجدّدة ستسهم في خفض غازات الاحتباس الحراري ومواجهة التغيّر المناخي، مؤكداً أن عديداً من دول المنطقة تعدّ من بين البلدان التي تبعث أعلى كمية من غازات الاحتباس الحراري في العالم بحسب نصيب الفرد ويمكن لمصادر الطاقة المتجدّدة أن تساعد على حلّ مشكلات المنطقة البيئية الأخرى.