قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مجموعات من قراصنة الإنترنت "الهاكرز"، تجاوز عددهم خمسة آلاف مهاجم، نجحوا في اختراق مئات الآلاف من المواقع الشخصية والحكومية والأمنية الحساسة في إسرائيل، التي تمكنت مساء اليوم الأحد من استعادة بعض المواقع بشكل جزئي. وبحسب ما ذكرته الصحف الإسرائيلية اليوم الأحد فإن الحديث يدور عن اختراق موقع المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، وموقع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأغلب الوزارات، وبيانات الآلاف من بطاقات الائتمان والحسابات على موقعي التواصل الاجتماعي الأشهر "فيسبوك" و"تويتر". وأوردت صحيفة "معاريف" قائمة المواقع التي تم استهدافها، وهي - على حد قولها - موقع البورصة الإسرائيلية، موقع رئيس وزراء إسرائيل، موقع وزارة الدفاع، موقع جهاز الأمن الداخلي "الشاباك"، موقع الصناعات العسكرية الإسرائيلية، إضافة إلى موقع مكتب الإحصاء الرسمي، وموقع وزارة التربية والتعليم، بجانب عشرات المواقع المهمة الأخرى ومئات الآلاف من الحسابات الخاصة بمشتركين إسرائيليين على موقعي "فيسبوك" و"تويتر". وأضافت الصحيفة العبرية بأن من بين المواقع التي تم اختراقها مواقع حساسة جداً؛ حيث نقلت "معاريف" تأكيد بعض وسائل الإعلام الفلسطينية حصولها على قائمة فيها 17 ألف اسم تم الاستحواذ عليها من موقع جهاز الموساد الإسرائيلي، وهم من المنتمين للجهاز، وقد يكون من بينهم عملاء له. وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل استعانت بشركات "حماية" أمريكية وأوروبية لمعاونتها على صد الهجمة الإلكترونية، مشيرة إلى أن تل أبيب استعادت مساء الأحد السيطرة "مؤقتاً" على موقعي وزارتي المالية والخارجية قبل أن يتعرضا في وقت لاحق مساء لهجمات جديدة من "الهاكرز". التلفزيون الإسرائيلي وصف الأمر ب"الهجوم الكبير"؛ حيث قالت القناة العاشرة في وصفه إنه "عنف جديد يشن على إسرائيل من غير دماء، والضحايا فيه مواقع إلكترونية ورموز سيادية كمواقع للأمن والبورصة" . وتابعت القناة بأن "إسرائيل لا بد لها من متابعة هذه الحملة، وأخذ العبرة خلال المرحلة القادمة التي ستتواصل فيها الهجمات على ما يبدو" . وكان توقيت نشر أنباء الهجوم الإلكتروني متقارباً، وكذلك تفاصيل الأخبار بين وسائل الإعلام الإسرائيلي، وهو ما قد يشير إلى كون الرقيب العسكري يمارس حظراً عليها، وظهر ذلك واضحاً من حديث الصحف العبرية، منها "يديعوت أحرونوت" التي قللت من الخسائر الاقتصادية والأمنية لهذا الهجوم . لكن على الرغم من ذلك، بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد عصر اليوم بالحديث عن طلب الجيش الإسرائيلي من شركات الحماية الأمنية التدخل لحماية ملفاته "الآخذة بالتسرب"، ومنها معلومات وصفتها بالحساسة وأسماء لآلاف العاملين مع "الشاباك"، جهاز الأمن الداخلي، وبياناتهم الذاتية وتفاصيل أسمائهم . وكان أثر الصدمة واضحاً على شبكة التواصل الاجتماعي في إسرائيل، التي تناول جمهورها تعليقات مالت للطابع الهستيري، منها "يرجى الحذر حسابي بات مسروقاً"، "أنا لست موجوداً"، و"احذروا تناقل المعلومات المهمة". وقال إياد جابر الأستاذ الفلسطيني المختص في مجال قواعد المعلومات في جامعة بيرزيت إن "الهجمات المتواصلة على المواقع الإلكترونية الإسرائيلية كبيرة للغاية؛ لذلك فإن الخسائر من الطبيعي أن تكون كبيرة للغاية، خاصة أن ما تم استهدافه هي مواقع ذات بُعد اقتصادي وأمني" . ورجح "جابر" أن تكون مجموعات "الهاكرز" قد وصلت إلى بعض قواعد البيانات المهمة في إسرائيل، وعزا ذلك إلى "توافر الحرفية" لدى المجموعات الكبيرة التي هاجمت المواقع الإسرائيلية الحساسة كافة. أما حذيفة حسام صاحب شركة برمجيات في مدينة رام الله بالضفة الغربية فقال إن "الهجمات التي تمت من قبل الهاكرز تشعبت فيما استهدفته؛ ما يؤكد أن حجم الأضرار سيكون كبيراً، خاصة أن أنظمة الحماية تختلف من حيث قدرتها على صد مثل هذه الهجمات". ورجح "حسام" أن هذه الهجمات لن تكون الأخيرة، وسيكون لها ما يتبعها، خاصة في ظل النجاح الذي حققه الهجوم وصداه الإعلامي الكبير. وكان الآلاف من الهاكرز من دول مختلفة قد تمكنوا منذ مساء أمس السبت من اختراق العشرات من المواقع الحكومية الإسرائيلية وحسابات الآلاف من الإسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه في الوقت نفسه حذرت أكبر الشركات المقدمة لخدمة الإنترنت في إسرائيل من وقف الخدمة عن أنحاء إسرائيل كافة خلال ساعات حال استمرت هجمات القرصنة بهذا المعدل المكثف. وجاء ذلك بعد أيام من إطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي من مجموعات من الهاكرز تحت اسم "OpIsrael"، التي دعت إلى تدمير بنية شبكة الإنترنت الإسرائيلية عبر عمليات اختراق إلكترونية مكثفة ومنظمة.