كشفت صور حصلت عليها "سبق" عن تلاعب مقاول في صيانة مشروع مدرسي بجازان رُصدت له ميزانية تجاوزت مليون ريال، حيث طلا المقاول على الطلاء القديم، كما رصدت الصور إهمال التشققات والتصدعات، والاكتفاء بالسباكة الخارجية. وقال ل"سبق" أحد المعلمين، والذي رفض ذكر اسمه: "قرأنا في بيان هيئة مكافحة الفساد "نزاهة" بعد الوقوف على حال مبنى مدرسة متوسطة وثانوية عياش، إجراء صيانة شاملة للمبنى؛ لمعالجة التصدعات والتشققات وتسريبات المياه". وتابع: "إلا أن ما نلاحظه حالياً قيام المقاول بالبدء من النهاية، حيث بدأ من ثاني يوم بالطلاء على الطلاء القديم، في الوقت الذي كان من المفترض البدء بالسباكة والكهرباء، ومن ثم صيانة التشققات والتصدعات، ويأتي في النهاية طلاء المبنى، وهذا ما سيعود بالمبنى إلى سابق عهده، في حال لم تتحرك الجهات الرقابية لردع المقاول". وقال أحد أولياء الأمور: "كان من الأجدر القيام بحرق أو كشط الدهان القديم قبل البدء في الجديد، وإجراء سباكة داخلية؛ حتى تكون بعيدة عن أشعة الشمس، والتي ستعمل على تكسيرها بفعل الحرارة، وأيضاً أصبحت حالياً في متناول الطلاب، والذين ربما تسببوا في كسرها، وسيعود الوضع كما كان عليه في السابق، واستغرب صمت إدارة تعليم جازان، وعدم الإشراف على مراحل الصيانة، والتي خصصت لها مبالغ طائلة". وناشد عددٌ من أولياء الأمور عبر "سبق" الجهات الرقابية بالتأكد من إمكانات المقاول، وتوفّر العمالة النظامية لديه، والإشراف على مراحل تنفيذ الصيانة من قِبل مكتب هندسي مختص ومحايد، وبإشراف من إدارة التربية والتعليم؛ لوقف هدر المال العام، وحفاظاً على سلامة أبنائهم، وصمود المبنى لأطول فترة ممكنة. وكانت هيئة مكافحة الفساد قد وقفت على حال مبنى متوسطة وثانوية عياش، وتبيّن لها ظهور تشققات وتصدعات في جدرانه، كما لوحظ تسربات للمياه في دورات المياه؛ مما أثر على خرسانة الأسقف وعلى الحوائط، ووصله إلى التمديدات الكهربائية. وكشفت "نزاهة" عن المبلغ المرصود من قِبل إدارة التربية والتعليم بمنطقة جازان لتأهيل مبنى المدرسة وتم ترسية المشروع على إحدى المؤسسات الوطنية، ووقّع العقد بتاريخ 28 / 11 / 1433ه، وأُخلي المبنى للبدء في أعمال الصيانة.