لقي 3 شبان أشقاء ومُسِنّ حتفهم ليلة الخميس الماضي في حادث تصادم بين سيارتيهما بمنطقة الخريمات على طريق "العُلا الحجر"، حُمِّلَت مسؤوليته على شركة أغفلت وضع لوحات إرشادية وتحذيرية تنبه لوجود أعمال صيانة وتحويلاتٍ بالطريق، رغم تلقيها تحذيراً من مواطن، أبلغ المرور أيضاً قبل أربع ساعات من وقوع الكارثة. وروى شهود عيان ل "سبق" أن الأشقاء الثلاثة كانوا قادمين على طريق "العُلا الحجر" حين ارتطمت مركبتهم بأخرى يقودها مُسنٌّ؛ ما أسفر عن مصرع الجميع، وإصابة ابن المُسنّ الذي كان يرافقه، بإصابة وصفت بأنها ليست خطيرة.
وقال المواطن هزاع بن مطلق الفقير ل "سبق": "مررت بهذا الطريق قبل الحادث بأربع ساعاتٍ تقريباً، ولاحظت أن عليه تحويلة خطيرة جداً، وتوجد لوحات تحذيرية بعد دخولها وليس قبلها بمئات الأمتار، كما جرت العادة، وكذلك لا يحتوي على لمبات مُضيئة تُنبّه بوجود أعمال صيانة أو ربما تحويلة في هذا الموقع".
وأضاف: "لذلك فإن أي مسافر يسلك الطريق معرضٌ للخطر، نتيجة جهله بموقع التحويلة التي تُفاجئه دون لوحاتٍ مُسبقة، تدل على وجود أعمال صيانة".
وأضاف الفقير: "اتصلت هاتفياً بالمرور في تمام الساعة السادسة مساءً تقريباً وأبلغتهم بوجود تحويلة قد تُشكّل خطورة، فأكدّوا أن أحد منسوبيهم سيخرج للموقع ويتخذ اللازم حياله".
وأردف: "اتصلتُ هاتفياً أيضاً بمسؤول في المشروع، وهو يمني الجنسية، وأبلغته بأن تحويلة الطريق خطيرة جداً، وستخلّف ضحايا في أي وقتٍ، إلا أنه برّرها بكون الطريق يحتوي على لوحاتٍ تحذيرية وأخرى إرشادية. خاتماً الاتصال بقوله: المشروع قرّب ينتهي كلها أسبوعين بالكثير ونخلّص".
وأكّد الفقير أنه تلقى خبر الحادث المُروّع بعد أربع ساعاتٍ تقريباً، رغم تنبيهه للمرور والشركة بخطر التحويلة، معلقاً: "ما كنتُ أتوقع هذا الحادث بهذا الشكل المُروّع الذي راح ضحيته شبان في عمر الزهور ومُسِن ترملت زوجته من بعده وتيتم أطفاله أيضاً.
وحين سأل المرور عن موقفهم من الحادث، وتنبيهه إياهم قبل وقوع المصيبة بقُرابة أربع ساعاتٍ، قالوا: "فعلاً تلقينا اتصالك وخرجنا للموقع بعد ذلك وأعددنا تقريراً بخطورته".
وتساءل الفقير عبر "سبق": هل فعلاً يقتصر عمل المرور على إعداد تقرير خطي حول خطورة طريق حيوي دون اتخاذ إجراءات أخرى تحمي ذلك؟
وعلِمت "سبق" أن الشركة العاملة في الطريق قامت اليوم التالي للحادث بتغطية القصور بوضع اللّمبات المُضيئة والمُنبّهة لوجود أعمال صيانة في الطريق. كما أشارت المصادر إلى عزم أولياء المتوفين بعد انتهاء أيام العزاء، مقاضاة الشركة وربما المرور ووزارة النقل على ما حدث من إهمالٍ وتهاونٍ بالأرواح.
وفي السياق ذاته، شهدت الأيام الماضية عِدة حوادث أسفرت عن وفيات بأعداد كبيرة، من أبرزها مصرع ستة أشخاص من عائلة واحدة، من بينهم "عروس" كانت تُرتّب لمراسم زفافها، إثر حادث مروري مروع وقع على طريق حفر الباطنالدمام.
وكذلك ما نُشر في "سبق" أمس عن مصرع أم وولدَيْها، وإصابة خمسة آخرين، جميعهم من عائلة واحدة، أحدهم بحالة حرجة، في حادث سير جنوب مركز عمق التابع لمحافظة البرك بساحل عسير، على الطريق الدولي "جدة جازان".
وأيضاً ما نُشر ب "سبق" يوم أمس الجمعة عن وقوع حادث مُروّع نتج عنه مصرع عائلة مكوّنة من أب، وأم، وثلاثة أطفال؛ إثر اصطدام مركبتهم بمركبة مواطن شاب، الذي لقي مصرعه في الحادث نفسه، على الطريق الدولي عرعر رفحاء.