عبدالله النحيط- سبق- الرياض: مع قرب موسم الإجازات تبرز إشكالية متكررة كل عام، وهي سوء حالة محطات الطرق بين مدن المملكة التي تعاني من تردي خدماتها بشكل لا يمكن قبوله أو السكوت عليه؛ فالمطاعم واقعها مزري وما تقدمه من مأكولات لا يرتقي لذائقة البشر أو حتى الحيوانات، والجلسات العائلية تملئها الحشرات والزواحف الخطرة، والغرف تعج بالإهمال والأسرة التي تفتقد لأبسط مقومات النظافة، والمصليات سجادها متآكل تخرج منه روائح تؤذي المصلين، وأماكن الوضوء ودورات المياه لا يمكن لأي إنسان أن يستخدمها لروائحها الكريهة جداً ومناظرها القبيحة وسوء نظافتها. والخدمات بشكل عام في محطات الطرق سيئة جداً تعاني من ضعف الرقابة وضياع المسئولية والجشع تجاه المواطنين.. فهذه المحطات متهالكة جداً بمقارنتها بما هو موجود في دول الجوار، و"تفشل" كثيرا، ولا تعكس ما وصلت له المملكة من تقدم ورقي تنموي هائل. فمن المسئول عن هذه الخدمات التي لا تحترم أدمية المواطنين، ولا تقدر المسافرين المضطرين لسلوك تلك الطرق في تنقلاتهم وزياراتهم العائلية أو رحلاتهم للأماكن الدينية، الذين – للأسف- ما زالوا يعيشون بين نار ارتفاع الأسعار، وتردي الخدمات؛ وأصبحت كثير من العائلات تفضل أكل البسكويت، والتوجه للخلاء لقضاء الحاجة، وتأدية الصلاة في الصحراء بعيداً عن المناظر التي يشمئز منها الإنسان، أو الخوف من تسمم المأكولات، ومن انعدام الصيانة، وتسريبات المياه الخطرة، وانتشار الروائح النتنة في أرجاء المحطات.. ففي ظل وجود آلاف الشركات المستثمرة الراغبة والتي تبحث عن أدنى مجال للدخول في سوق المنافسة وتطوير محطات الطرق..يتساءل المسافر من المسئول عن هذا التردي المزري؟ ولماذا كل هذه الغفلة وكل هذا الإهمال؟ ولماذا لا تخضع محطات الطرق لرقابة صارمة من الهيئة العامة للآثار والسياحة، ووزارة النقل، وزارة التجارة، وزارة الداخلية، وأمانات المناطق وغيرها من الجهات الحكومية لكي تحفظ للمسافر حقه؟.. فإن أقل الحقوق البشرية وجود مطاعم نظيفة، وأطعمة ساخنة طازجة، واستراحات جيدة للاسترخاء، ودورات مياه، وأسعار معقولة، ومصليات نظيفة لأداء الصلاة بخشوع بعيداً عن التأفف من سوء الرائحة وتقادم السجاد، وتعطل التكييف وتردي البنيان المؤسف، وتزايد العمالة المخالفة.. فمن المسئول عن كل ذلك؟