قال مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر إن من أبرز ملامح العمل السياسي داخل بيت الحكم السعودي التوافق الكبير بين أعمدة هذا البيت، والانسجام الكامل بين كل أعضائه ومكوناته. وأضاف الدكتور بدران العمر، بمناسبة صدور الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، أنه على الرغم من أن الهرم السياسي داخل كل دولة مطلب يقع بسببه التنازع داخلها، وربما يصل إلى حد المواجهة، إلا أنه في بلادنا يتخذ طابعاً آخر مختلفاً كلياً.
وتابع أننا في المملكة نجد التوافق الكبير، والتصالح الدائم، والاختفاء التام لكل أشكال التناحر أو التزاحم على كراسي القمة، كل ذلك بسبب الإيمان الكامل في داخل بيت الحكم السعودي بأن مصلحة الوطن مقدمة على كل مصلحة، وأن دعم تقدم الدولة ونهضتها هدف استراتيجي تصغُر عنده كل الحاجات والرغبات الأخرى، ولذلك نرى عملية التعيين على المناصب الكبرى في هرم الدولة تمرُّ بسلاسة واقتناع ورضا، يتلوها تأييد ومباركة من داخل بيت الحكم ومن خارجه ومن كل أطياف المجتمع.
وزاد: "وهذا ما لمسناه واضحاً في آخر قرار صدر من هذا النوع بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وبالنظر إلى شخصيته- يحفظه الله- نجده أصغر أبناء الملك عبدالعزيز سناً، وهذا الأمر سيمنح بيت الحكم السعودي قوة إلى قوته بما سيتيح للأمير مقرن من وجوه المشاركة الفاعلة في صياغة القرارات وتوجيه الاستراتيجيات والمساهمة في بناء مستقبل مشرق للوطن وأهله.
وأضاف: "ولاشك أن رصيد المهام والخبرات التي يجمعها ستكون خير داعم له على إدارة منصبه بأقصى فعالية، ولاسيما أنه- يرعاه الله- قد أمسك بزمام عددٍ من المهام المختلفة التي تنوعت ما بين عسكرية ومدنية واستخباراتية، أضاف إليها أخيراً عملاً سياسياً نوعياً تمثل في عمله مستشاراً لخادم الحرمين الشريفين- يحفظه الله- ومبعوثاً خاصاً له، وكل هذه المهام والمناصب السابقة تجعله مؤهلاً لهذا المنصب الجديد الذي عيّنه له خادم الحرمين الشريفين ليكون نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء".
وتابع الدكتور بدران العمر حديثه قائلاً:" وتتسم شخصيته - يحفظه الله- بجمع عددٍ من الاهتمامات المصاحبة لعمله السياسي, فله اهتمام بالقضايا المعرفية والتعليمية، وجامعة الملك سعود تقرُّ له بالفضل الكبير في هذا الشأن إذ آمن بطموحات الجامعة فوقف إلى جانبها بصدق يساند ويؤازر، فشملها بأياديه البيضاء ومبادراته الكريمة التي من أهمها دعمه برنامج كراسي البحث في الجامعة بتأسيسه كرسي الأمير مقرن بن عبدالعزيز لتقنيات أمن المعلومات، وتفضله برعاية مناسبات الجامعة وتشجيعها ودعمها، ولاشك أن قُربه الكريم من المعرفة سيفتح آفاقاً للمؤسسات الجامعية لدينا، ويجعل لها مستقبلاً أفضل يكون استمراراً للجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين- يحفظه الله- في هذا المجال".
وفي ختام حديثه توجّه الدكتور بدران العمر إلى المولى الكريم أن يوفق صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز في منصبه الجديد، وأن يعينه ويسدد خطاه، وأن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها، وعلى حكومتنا الرشيدة عزها وتمكينها تحت ظل قائدها الموفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين ونائبه الثاني يحفظهم الله جميعاً.