توفي الأسبوع الماضي، رجل الأعمال السعودي والعقاري الشهير، الذي اشتهر بأبي المساكين الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الموسى، عن عمرٍ يناهز 84 سنة بعد حياةٍ حافلةٍ بالعطاء والبذل في سبيل الله ونفع المحتاجين، وخلف وراءه عديداً من المشاريع والأعمال الخيرية التي تركها صدقةً جاريةً ترفع من درجاته، وتزيد في حسناته عند ربه، ومن هذه الأعمال الوقف الخيري الذي أنشأه هو وأخوه سعد الموسى. ويؤكد ابن الفقيد وعضو مجلس نظارة وقف الشيخين سعد وعبد العزيز الموسى محمد بن عبد العزيز الموسى ل "سبق"، أن الفقيد كان محبوباً من القريب والبعيد، ويسعى أن يفيد كل مَن حوله حيث تخرج على يديه مجموعة كبيرة من الشباب العقاريين الذين يُشار إليهم بالبنان، إضافة إلى مساهماته في بناء عشرات المساجد، وبناء محطات تحلية المياه للمحتاجين في 14 قرية لتصل لأكثر من 50 ألف مستفيد، وبنائه للمجمعات القرآنية كان آخرها مجمع بحي الشفا على مساحة أكثر من 9000 م، ومجمعات سكنية بالتعاون مع الجمعيات المعنية كجمعية الأمير سلمان للإسكان وغيرها. وعن قصة الوقف قال الموسى: اشترك الوالد - رحمه الله - مع أخيه سعد الموسى في تأسيس وقفٍ خيري عام 1422ه، وكانا يديرانه ويصرفان منه على المشاريع الخيرية حتى نهاية عام 1430ه، فقد أوكلوا إدارة الوقف إلى مجلس نظارة مكوّن من أربعة من أبنائهما وأربعة من القضاة وطلبة العلم، وأسّسا إدارةً للوقف في شهر صفر عام 1431ه، واستقطبا نخبةً من القيادات المميزة في العمل المانح. وأضاف : الوقف سعى أولاً إلى رصد المشاريع الخيرية للوالد - رحمه الله - والعم سعد حتى نكمل ما بدآ به، وبعدها حدّدنا توجّه الوقف الاستراتيجي المتمثل برسالةٍ والتي تنص على أنه "وقفٌ مؤسسيٌّ يسعى لزيادةِ أجر الواقفَيْن، من خلال دعم وتطوير القطاع الخيري، لبناء أسوة حسنة وتنمية مستدامة، وفق منهجية علمية ومبادرات نوعية وشراكات فاعلة" ، فصارت (زيادة أجر الواقفَيْن) هوية لنا، نقتبس من سناها، وندور في فلكها، فتجدنا نطرق الأبواب الموصلة لها، ونجعلها في المشاريع قطب رحاها. وتابع: الوقف سعي لزيادةِ أجر الواقفًيْن، فاختار مشاريع نوعية تحقق رسالة الوقف ومنها: مشروع صلاة المسافر والذي يهدف "لتهيئة مساجد الطرق ومرافقها، وذلك بابتكار وتنفيذ نماذج مصمّمة تتواءم مع البيئة وسلوكيات المجتمع"، وقد نال إعجاب الجهات الحكومية كالهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة بإدارة التراخيص، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الشئون الإسلامية متمثلة بلجنة مساجد الطرق وقد سجلت براءة اختراع للمشروع في مدينة الملك عبد العزيز. الجميل أن صندوق بر سابك طلب الحصول على المعرفة التي توصلنا إليها في هذا المشروع وتم توقيع مذكرة تفاهم لأجل ذلك، ولدينا طلبات مع عدد من الجهات يرغبون في الحصول على هذه المعرفة، وسيتم منحها لكل مَن يرغب في ذلك بإذن الله. وقال ابن الفقيد: ومن المشاريع النوعية أيضاً نشر تطبيق القرآن الكريم على أجهزة الجوّال والحاسب الكفية، وقد زاد عدد التنزيلات عن مليون نسخة إلكترونية من المصحف خلال نصف سنة فقط ولله الحمد، ونتوقع أن نصل للمليوني مصحف قبل نهاية هذا العام، ومن المشاريع أيضاً تأسيس جهات خيرية غير مسبوقة في بيئتها، مثل مركز جلوي بن عبد العزيز لتنمية الطفل في الأحساء، وكذلك جمعية الأيتام في نجران وأخرى في رفحاء. ومنها تأسيس أكاديمية عن بُعد للمسلم الجديد، وبلغ عدد المستفيدين في الأكاديمية خلال أول ستة أشهر أكثر من 2700 مسلم جديد، يتم تعليمهم العلوم الأساسية الشرعية، إضافة إلى عنايته بالمسئولية المجتمعية، فقد بادر الوقف ولأول مرة في المملكة بالتعاون مع غرفة الرياض ثم غرفة جدة لتأهيل 35 اختصاصياً مسئولية مجتمعية، ومنها إعداد دراسة منهجية حول تجسير الفجوة بين المسئولية المجتمعية والعمل الخيري، ووصلنا إلى مرحلة تحكيم الدراسة.