وصف رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني، ما نشرته مجلة "فرانس فوتبول" بشأن دفع قطر رشاوى لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، بأنه أكاذيب. وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، اليوم الأربعاء، لم يستبعد الفرنسي بلاتيني الذي منح صوته لدولة قطر لاستضافة المونديال رفع دعوى قضائية على المجلة الفرنسية التي نشرت ملفا أسمته "قطر غيت" أو الفضيحة القطرية وقالت فيه إن التصويت لمنح قطر شرف استضافة المونديال تضمن دفع رشاوى. وذكرت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي اقنع بلاتيني بالتصويت لقطر لأسباب جيوسياسية، وهو ما نفاه بلاتيني. وأشارت الصحيفة في تحقيق خاص نشرته الإثنين إلى ما وصفته برائحة فساد تدفع إلى طرح سؤال عما إذا كان يجب إلغاء التصويت. واستندت المجلة الفرنسية في ادعاءاتها إلى رسالة إلكترونية قال فيها أمين عام الاتحاد الدولي لكرة القدم جيروم فالك: "لقد اشتروا مونديال 2022". وكانت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أشارت في السابق إلى قيام قطر بدفع رشاوى، ما دفع إلى تشكيل لجنة تحقيق بريطانية برلمانية للبحث في القضية. واستندت الصحيفة البريطانية حينها إلى نفس الرسالة التي بعثها فالك إلى رئيس اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) السابق جاك وورنر يتهم فيها الأول قطر بشراء مونديال 2022. واعترف الفرنسي فالك بالرسالة التي نسبت إليه، لكنه دافع عن نفسه قائلاً: "نشر السيد وورنر مراسلة بعثت بها إليه. قد أكون استخدمت فيها لهجة أقل حدة وغير صريحة. كنت أريد الحديث عن القدرة المالية لقطر، ولم أكن في حال من الأحوال المح إلى شراء الأصوات". وقالت "فرانس فوتبول": إن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أقنع مواطنه رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني بالتصويت لمصلحة قطر وإن الرجلين اجتمعا في نوفمبر عام 2010 بالشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد قطر للبحث في الاستثمارات القطرية المستقبلية في الكرة الفرنسية وذلك بوجود سيباستيان بازان ممثل الشركة المالكة لنادي باريس سان جرمان الذي كان يمر بأزمة مالية صعبة. وفي 2011 قامت شركة قطر للاستثمار بشراء 70 في المائة من أسهم نادي باريس سان جرمان، وقد استثمر القطريون بشكل كبير في الكرة الفرنسية، إضافة إلى إطلاقهم شبكة "بي إن سبورت" التي تديرها الجزيرة الرياضية، وتبث مباريات دوري الدرجة الأولى الفرنسية والبطولتين القاريتين، ودوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي "يوروبا ليج". ولعب ساركوزي بحسب المجلة دوراً في إطلاق "بي إن سبورت"؛ لأنه كان يريد إيجاد منافس لشبكة "كانال بلوس" من أجل إضعاف الأخيرة. وتساءلت المجلة عن السبب الذي يقف خلف منح شرف استضافة المونديال لبلد تصل فيه الحرارة خلال فصل الصيف إلى 50 درجة مئوية، وعن الدعم الذي قدمه بلاتيني لإقامة النهائيات في فصل الشتاء. وأكدت "فرانس فوتبول" أنها ستسلم الأدلة التي بحوزتها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي سبق له في 2011 أن فتح تحقيقاً بعد ادعاءات بأن قطر دفعت الرشاوى لكي تحصل على شرف استضافة مونديال 2022، لكنه عاد وأغلق الملف لعدم وجود أدلة.