خاطر مبتعث سعودي مساء الجمعة الماضية بحياته لإنقاذ صبي كندي (12 عاماً) من سيارة تحترق، وذلك قبل انفجارها بلحظات. وقالت صحيفة "أوتاوا سيتزن" الكندية إن الحادث وقع بالقرب من شارع "نيقولاس"، الذي يربط طريق "كوينز واي" بوسط مدينة "أوتاوا" الكندية، حين كانت سيارة يقودها أب، ومعه ثلاثة من أطفاله، بسيارة أخرى؛ فانحرفت سيارة الأسرة واصطدمت بحاجز جانبي، واشتعلت بها النيران.
وفي تلك اللحظة تصادف مرور دان ريجنير، (35 عاماً)، وهو موظف بشركة مالية، وتدرب على الإطفاء التطوعي؛ فقام بإخراج والد الصبي الغائب عن الوعي وطفلين آخرين من السيارة، بعدما حطم زجاج نافذة السيارة بجوار السائق، وكان الصبي الأخير واعياً، وتحرك محاولاً الخروج، لكن قدمه علقت في حزام المقعد.
وفي تلك اللحظة وصل إلى موقع الحادث المبتعث السعودي ياسر بن الشنيف، وكان عائداً مع صديق له من احتفال مع زملائه السعوديين، وهو يرتدي الثوب الأبيض المعروف، وشاهد السيارة تحترق ويتم نقل الأسرة منها، وفجأة سمع صوتاً قادماً من داخل السيارة؛ فنظر إلى المقعد الخلفي عبر الزجاج؛ ليجد الصبي عالقاً في المقعد الخلفي.
ونقلت الصحيفة عن الشنيف قوله: إن قدم الصبي كانت عالقة في حزام المقعد الخلفي للسيارة المشتعلة، وهو يصرخ "ساعدوني.. اسحبوني، اسحبوني".
وقالت الصحيفة: إن السعودي الشنيف هبَّ دون جاكت يقيه من البرد، وأثناء توجهه إلى السيارة المحترقة سمع صوتاً في الظلام يحذره من السيارة المحترقة، وأنها قد تنفجر في أية لحظة.
ويقول الشنيف: "لقد صدمني الصوت المحذر؛ كيف يطالبني أحد بالهروب بينما هناك طفل محتجَز في السيارة المشتعلة؟!". وعقب إنقاذ الصبي أسرع الشنيف إلى سيارته؛ ليحتمي من البرد.
وقالت الصحيفة: إن الشنيف غادر المكان، ولم يعلم بانفجار السيارة إلا عندما أخبرته الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن ريجنير، قوله: "لقد كان قراري بإنقاذ من في السيارة المشتعلة مخاطرة، لكن لم يكن لدي خيار آخر؛ لقد كان الأب وابنتاه غائبين عن الوعي، وقمت بإخراجهم بمساعدة آخرين من الباب بجوار السائق، وكذلك الطفل الآخر، وتم ذلك في نحو ثلاث ثوانٍ، ثم تم وضعهم في سيارة حتى جاءت سيارة الإسعاف، ولم يصب سوى الأب، أما الأطفال فهم بخير، كما خرج قائد السيارة الأخرى سليماً معافى".