ذهبت آشلي كارديناس سعيدة بعد 16 أسبوعاً فقط من حملها؛ كي تتابع حال الجنين عبر فحص "السونوجرام"، أو "السونار"، لمعرفة نوع الجنين، إن كان ذكراً أم أنثى، ومتابعة الحالة الصحية. فإذا بالأطباء يخبرونها أن طفلتها تعاني من تشوه خلقي نادر يدعى ectopia cordis (انتباذ القلب)، وهو ما يعني أن قلوب المصابين تنبض كلياً أو جزئياً خارج الجسد؛ ما يجعلها معرضة للتوقف في أي لحظة نتيجة للتغيرات الجوية أو عند التعرض لأي رضوض أو إصابات، حيث كان ثلث قلبها تقريباً خارج الجسد.
هذا المرض نادر بصورة كبيرة، بحيث يصيب واحداً من كل 8 ملايين شخص، وتسعة من أصل عشرة أشخاص يصابون به يولدون موتى أو يلقون حتفهم في غضون 3 أيام.
وكان أمام كارديناس خياران، إما إجهاض الجنين أو الإبقاء عليه وتوقع المعجزة، وبالفعل أصرت الأم على الإبقاء على طفلتها، وقالت في تصريح كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "شرح الأطباء لي جيداً وضع ابنتي، لكنني أخبرتهم أنني غير مهتمة، ولن أجهضها أبداً، رغم الرعب الذي أصابني، لكنني علمت أنه سيمكنني أن أنقذ حياة طفلتي".
وبالفعل جهز مستشفى تكساس للأطفال في هيوستن العدة لإجراء عملية قلب مفتوح للطفلة بمجرد ولادتها. وجهز المستشفى أيضا درعاً وردية للطفلة الوليدة، التي أطلقت أمها عليها أودرينا، لترتديه بمجرد ولادتها حتى يحمي قلبها الذي كان خارج جسدها، ويحمي الجسد بعد العملية التي أجريت بعد يوم واحد من إجراء عملية الولادة القيصرية للأم.
ويقول الدكتور لاري أوليير، رئيس قسم جراحات التجميل في المستشفى: "بمجرد أن بدأ جراحو القلب في عملية النقل كان لجراحي التجميل الدور المحوري، حيث كانوا مسؤولين عن وضع قلبها في المكان المناسب وتغطيته بالعضلات والجلد الملائمين".
ومكثت أودرينا في المستشفى 3 أشهر كفترة نقاهة، وتخطت المرحلة الحرجة، وباتت بحالة جيدة، ويمكنها مغادرة المستشفى للمنزل، ولكن الأطباء أشاروا إلى أنها قد تحتاج خلال السنوات المقبلة لأكثر من عملية في القلب لإصلاح العيوب والتشوهات، ونصحوا أن يكون مكان إقامتها بالقرب من المستشفى.