قال مسؤول كبير في المخابرات الإريترية إن جنوداً إريتريين مدعومين بالدبابات حاصروا وزارة الإعلام اليوم الاثنين، وأجبروا التلفزيون الرسمي على المطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين. وقال المصدر لرويترز، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الجنود أجبروا المدير العام للتلفزيون الرسمي "على القول بأنه يتعين على الحكومة الإريترية أن تطلق سراح جميع المعتقلين السياسيين".
وقال مسؤول المخابرات ودبلوماسيون في المنطقة إن البث التلفزيوني انقطع بعد الدعوة لإطلاق سراح السجناء.
وصرح دبلوماسي غربي في إثيوبيا المجاورة بأن الجنود ربما استولوا على بنايات أخرى أيضاً.
ولم يصل الجنود المارقون إلى حد المطالبة بالإطاحة بحكومة واحدة من أكثر الدول الإفريقية غموضاً، وهي على خلاف مع الولاياتالمتحدة منذ أمد طويل، كما أنها متهمة بانتهاكات لحقوق الإنسان. ولم يصدر أي بيان فوري من حكومة أسمرة.
وقال ناشطون إريتريون معارضون، يعيشون في المنفى في إثيوبيا، إن الانشقاقات تتزايد داخل صفوف الجيش الإريتري، خاصة بسبب الصعوبات الاقتصادية. ولدى إريتريا ثاني أكبر جيش في إفريقيا رغم عدد سكانها الصغير نسبياً.
وقال ناشط لرويترز: "ازدادت القضايا الاقتصادية سوءاً، وتسببت في تدهور العلاقات بين الحكومة والجنود خلال الأشهر القليلة المنصرمة". ويقود أسياس أفورقي (66 عاماً) إريتريا منذ نحو عشرين عاماً منذ انفصالها عن جارتها الأكبر إثيوبيا.
وقالت مصادر دبلوماسية لرويترز إن اسياس نجا من محاولة اغتيال قام بها جندي ساخط عام 2009.
واتهمت أسمرة الولاياتالمتحدة بالعمل من وراء الستار للإطاحة برئيسها. ونشر موقع ويكيليكس برقية دبلوماسية أمريكية تعود إلى عام 2009 تصف اسياس افورقي بأنه "دكتاتور مشوش".
وفي العام الماضي اتهمت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان إريتريا بممارسة التعذيب وتنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، وقالت إن ما بين خمسة وعشرة آلاف سجين سياسي محتجزون في الدولة البالغ عدد سكانها نحو ستة ملايين نسمة.
وتُعد الدولة المنتجة للذهب، والواقعة على حزام استراتيجي من الأراضي الجبلية على ساحل البحر الأحمر، واحدة من أكثر الدول غموضاً في القارة السمراء، وتفرض قيوداً على دخول الصحفيين الأجانب.
وانفصلت إريتريا عن إثيوبيا عام 1991، وخاض البلدان حربا في الفترة بين 1998 و2000؛ بسبب أراضٍ حدودية، ما زالت محل نزاع.
والعلاقات متوترة بين البلدين بشكل دائم، وتنفي إريتريا اتهامات بأنها تدعم متمردين إثيوبيين.
وفرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حظراً على إريتريا عام 2009؛ بسبب بواعث قلق من أن حكومتها تمول وتسلح متمردي حركة الشباب في الصومال المجاور، وهي اتهامات نفتها أسمرة.
وسارعت إريتريا العام الماضي لتبديد تكهنات بأن اسياس مريض، وعرض التلفزيون الرسمي لقطات له وهو يهاجم الولاياتالمتحدة لنشرها أكاذيب عن حالته الصحية. ولا يوجد مرشح واضح لقيادة البلاد خلفاً لأسياس.