قال مسؤول بمكتب الرئيس اليمني الجنوبي السابق، علي سالم البيض، اليوم الإثنين: إنه ليس من حق السفير الأمريكي بصنعاء، جيرالد فاير ستاين، نعت شعب الجنوب ب"الانفصالي"، بعد أن تم الإعلان عن فك الارتباط مع الشمال في 21 مايو عام 1994؛ إثر حرب ظالمة على شعب الجنوب. وأضاف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح ل"يونايتد برس إنترناشونال: "إن صفة الانفصال، التي جاءت على لسان السفير الأمريكي أمس الأحد في مؤتمر صحافي، لا تنطبق على شعب الجنوب؛ لأنه قد سبق وانسحب من اتفاقية الوحدة في 21 مايو 1994، عندما أعلن الرئيس علي سالم البيض قرار فك الارتباط، وإعلان قيام جمهورية اليمن الديموقراطية".
واعتبر أن: "شعب الجنوب الذي أصبح تحت الاحتلال منذ عام 1994، قد عبر عن حقه في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة، وفقاً لقواعد القانون الدولي، وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة".
وقال المسؤول في الحراك الجنوبي اليمني: "كنا نتوقع من سفير الولاياتالمتحدة لدى صنعاء أن يبادر إلى تهنئة شعب الجنوب بمناسبة عقده (مهرجان التصالح والتسامح)، وبما وصل إليه هذا الشعب من مستوى عالٍ في نضاله السلمي من حريته واستقلاله واستعادة دولته على ترابه الوطني".
ولفت إلى أن الرئيس البيض، "بعث برسالته في سبتمبر 2012، مرفقة بورقة عمل موجهة إلى السيدة هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، عرض فيها مبادرته التي تضمنت الشراكة من أجل إزالة بؤر التوتر، واجتثاث الإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
وحث المسؤول "الإدارة الأمريكية على إعادة النظر في تقييمها للوضع في الجنوب، ودراسة ورقة العمل المشار إليها، كونها تشكل خارطة طريق تقود إلى إعادة بناء دولتين مدنيتين، في كل من الشمال والجنوب، تعملان جنباً إلى جنب مع دول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي؛ للقضاء على بؤر التوتر والإرهاب ولتحقيق الأمن والاستقرار، والتنمية المستدامة".
واعتبر أن إعلان "فك الارتباط" مع الشمال، جاء "بعد أن أخل الطرف الآخر بشروط اتفاق إعلان الوحدة الذي أصبح باطلاً؛ بموجب اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لعام 1969، المعتمدة من قبل منظمة الأممالمتحدة".
وكان السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فاير ستاين اتهم، الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض بتلقي دعم من إيران؛ بغرض تحقيق انفصال الجنوب، الذي توحد مع الشمال في مايو 1990.
وقال فاير ستاين في مؤتمر صحافي عقده أمس الأحد، بمقر السفارة بصنعاء، عقب ساعات من بدء أعمال "مهرجان التصالح والتسامح"، بمدينة عدن جنوب اليمن: "علي سالم البيض المقيم في بيروت، "يتلقى الدعم المالي من إيران". وأضاف: "ليس لدينا شك في أن البيض يقدم هذا الدعم للحراك الانفصالي، وسيكون مسؤولاً عن ذلك".
وتابع: "نحن قلقون من الدور الإيراني في اليمن.. وهناك براهين على دعم إيران لبعض العناصر المتطرفة في الحراك الجنوبي؛ بهدف إفشال المبادرة الخليجية". وتكررت اتهامات السفير الأمريكي بصنعاء لطهران بتدخلها في الشأن اليمني، الأمر الذي علق عليه السفير الإيراني بصنعاء، محمود زاده مطلع الشهر الجاري، بالقول: إنه "على حد علمي أن السفير الأمريكي ليس الحاكم الفعلي للبلاد.. وليس من حقه توجيه التهم للآخرين".