أجمع صحفيون رياضيون على صعوبة مباراة المنتخب الكويتي ونظيره السعودي، غداً، في ختام منافسات الدور الأول للمجموعة الثانية لدورة كأس الخليج ال 21 لكرة القدم التي تستضيفها البحرين وتستمر حتى 18 يناير الجاري. ووصف الصحفيون في تصريحاتٍ متفرقة لوكالة الأنباء الكويتية (بدر الصليهم) المباراة التي تجمع المنتخبيْن الكويتي والسعودي بأنها "ديربي خليجي" لا يخضع لأي حساباتٍ محدّدة أو توقعاتٍ معينة حيث يغلب عليها طابع الحماس والمتعة والمنافسة القوية والمتقاربة.
وقال المحرر الرياضي بصحيفة الوطن الكويتية سالم سعدون ل (كونا): إن المنتخب الكويتي غالباً ما يعكس التوقعات في دورات الخليج والتي كان آخرها في (خليجي 20) في اليمن، مضيفاً أنه "عندما يكون الأزرق في أسوأ حالاته نجده في نهاية المطاف اقتنص كأس البطولة، بينما جانبه التوفيق في أكثر من دورة عندما يكون في أفضل حالاته".
وأشار إلى أن المنتخب الكويتي قدّم أداءً متواضعاً في مباراته أمام اليمن ونجح في خطف الفوز، بينما كان الأفضل في مواجهته أمام العراق إلا أنه خسر النتيجة، مؤكداً حاجة المنتخب الكويتي إلى إعدادٍ بدني وفني ونفسي لتحقيق الهدف المنشود.
وشدّد على ضرورة الاستقرار على تشكيلةٍ ثابتةٍ لا تتجاوز 13 أو 14 لاعباً كحدٍّ أقصى، خصوصاً في دورات الخليج وما يماثلها من بطولاتٍ من أجل تحقيق الاستقرار والانسجام والتوليفة المناسبة للاعبين، لافتاً إلى أن مدرب المنتخب الكويتي الصربي غوران تافازيتش أشرك في الجولتين السابقتين 17 لاعباً ومن المرجح ان يزيد هذا العدد في مباراته المقبلة.
من جانبه، قال المحرر الرياضي بجريدة الشرق الأوسط خالد الفرحان ل (كونا): مباريات الأزرق والأخضر (كلاسيكو خليجي) يصعب توقع الفائز فيها إلى جانب أن المباراة تعتبر نهائياً مبكراً سيسفر عن إقصاء أحد المنتخبين من المنافسة.
وأضاف الفرحان أن المنتخب الكويتي ظهر بمستوى أفضل من نظيره السعودي في هذه الدورة من خلال تميزه بأداء الكرة الشاملة إلا أنه يعيبه في الجانب الهجومي التركيز على ايصال الكرة للاعبٍ واحد فقط وهو بدر المطوع، الذي غالباً ما يتعرّض للرقابة اللصيقة في اللمسة قبل الأخيرة للكرة، مشيراً إلى ضرورة إيجاد حلولٍ بديلة لتفعيل الهجمات الكويتية بالشكل الذي يجسّد خطورة حقيقية على مرمى الخصم. وأوضح أن المنتخب السعودي حقق الفوز على المنتخب اليمني بأداءٍ غير مرضٍ للوسط الرياضي السعودي لافتاً إلى أهمية الظهور بمستوى أفضل في مباراته المصيرية أمام الأزرق التي لا بديل له فيها عن الفوز إلى جانب التعامل مع المباراة بأسلوبٍ هجومي مع إجراء تغييراتٍ في التكتيك وإشراك صانع الألعاب يحيى الشهري منذ بداية اللقاء. وبدوره اعتبر الصحفي الرياضي بجريدة الأنباء الكويتية عبد العزيز جاسم ل (كونا)، أن المنتخب الكويتي قادرٌ على تحقيق الفوز وليس التعادل فقط أمام نظيره السعودي، مضيفاً أن الأزرق تميّز عن المنتخبات المشاركة من خلال تطور مستواه في الجولتين الأولى والثانية بينما تفاوت أداء بقية المنتخبات في كل جولة.
وقال جاسم إن "الكويتي باستطاعته إحراز لقب الدورة وأن أقرب المنافسين له هو المنتخب الإماراتي الذي اعتبره أفضل المنتخبات الخليجية حتى الآن، مشيراً إلى أهمية الزج بلاعبي الخبرة في بداية المباراة بدلاً من الاعتماد على العناصر الجديدة التي قد تتأثر بالعامل النفسي وتحقق نتيجة سلبية.
وأكد أهمية التنظيم الدفاعي وإغلاق المنطقة الخلفية حيث إنه "في السابق مَن يلعب بطريقةٍ دفاعيةٍ يتعرّض للخسارة ولكن الآن انعكس الوضع تماماً" معتبراً أن ذلك "يعد أمراً خطيراً على الكرة الخليجية".
وفي السياق ذاته قال الصحفي بجريدة الرياضية السعودية حسين الخيواني ل (كونا): إن المنتخب السعودي يخوض هذه المباراة في ظروفٍ غير مواتية كونه يعاني ضغطاً إعلامياً وجماهيرياً وعدم ثبات مدربه الهولندي ريكارد على تشكيلةٍ معينةٍ وسط تغييراتٍ متعدّدة في انتقاء اللاعبين ومراكزهم. وانتقد الخيواني اسلوب المدرب ريكارد في قيادة المنتخب السعودي الذي ظهر في الجولتيْن الماضيتيْن بصورةٍ باهتةٍ وعانى عدم وجود الانسجام والترابط بين خطوطه الثلاثة، إلى جانب اختياره لاعبين غير مستعدين لهذه المشاركة بعد ابتعادهم فترةً طويلة بسبب الإصابة.
من جانبه، قال الصحفي بجريدة السياسة الكويتية هاني سلامة ل (كونا) إن المنتخب الكويتي مطالبٌ بإعادة ترتيب أوراقه خاصةً، وأن مباراته أمام السعودية ستكون حاسمة للتأهل، مؤكداً أهمية تفعيل دور الأطراف بإشراك وليد علي في الجبهة اليسرى وحمد أمان أو فهد العنزي في الجبهة اليمنى إضافة إلى الزج باللاعب محمد فريح، الذي يمتاز بتنفيذ المحاولات الهجومية.
وأشار سلامة إلى أن دخول المنتخب الكويتي المباراة بفرصتَيْ التعادل أو الفوز "سيكون محفوفاً بالمخاطر" موضحاً أن (الأزرق) خلال تاريخه الكروي لم يكن موفقاً في اعتماده على الفرصتيْن باستثناء مباراته أمام المنتخب العُماني ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا الماضية والتي انتهت بالتعادل.
وأضاف أن أداء المنتخب السعودي في الدورة لم يكن مقنعاً مما يعد مصدر تفاؤلٍ للمنتخب الكويتي، إلى جانب الفرصتيٍن معتقداً أن الأزرق الكويتي قادرٌ على انتزاع بطاقة التأهل "عبر بوابة السعودية".
وبدوره قال الصحفي بجريدة النهار الكويتية حسن موسى ل (كونا): إن ما يحتاج إليه المنتخب الكويتي هو تسجيل الأهداف ومعالجة القصور في بعض مراكز اللاعبين، إضافة إلى التركيز في تسلُّم وإرسال الكرات والالتزام بخطة المدرب والأداء الجماعي بروحٍ قتالية عالية لا تعرف الانكسار.
وأضاف موسى أن الأزرق قدّم مستوى طيباً في مباراته الأخيرة أمام العراق رغم الخسارة بهدف معتبراً أن الهدف غير صحيح حيث إن الكرة التي جاء منها الهدف تم تسديدها من قِبل المهاجم العراقي وهي تحت قبضة يد الحارس نواف الخالدي.
وأشاد بأداء المنتخب الاماراتي الذي وصفه بأنه "الحصان الأسود في الدورة والعلامة الفارقة بين المنتخبات المشاركة، خصوصاً في الجولة الاولى".
من جانبه، وصف الصحفي الرياضي بجريدة اليوم السعودية بدر الصقري، مباراة الكويت والسعودية، بأنها "ديربي كبير بكل ما تحمله الكلمة من معنى" مشيراً إلى أن المنتخبين لم يظهر مستواهما الحقيقي حتى الآن.
ولفت إلى أن المنتخب السعودي يمتلك عناصر جديدة مطعمةً بلاعبي الخبرة إلا أنه يعاني عدم الانسجام والاستقرار وغياب دور صانع الألعاب.