يحتضن ملعب الوحدة في أبين، اليوم، قمة تقليدية بين منتخبي المملكة والكويت لكرة القدم، في حين يبحث كل من منتخبي اليمن وقطر عن التعويض في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى ل «خليجي 20» في اليمن. السعودية * الكويت تشكل مواجهات المنتخبين السعودي والكويتي «ديربي» الكرة الخليجية، نظرا إلى التنافس الكبير بينهما منذ أعوام عدة، رغم ابتعادهما عن الألقاب في الدورات الثلاث السابقة التي ذهبت إلى قطر والإمارات وعمان على التوالي. ولم تشارك المملكة في الدورة العاشرة في الكويت عام 1990، ولم يلتق المنتخبان في الدورة ال 18 في الإمارات عام 2007. وكان «الأخضر» وجه إنذارا شديد اللهجة لمنافسيه بفوزه في لقاء الافتتاح برباعية نظيفة على اليمن، وفضلا عن الفوز الكبير ظهر الانسجام بين اللاعبين مع أن عددا كبيرا منهم يلعبون معا للمرة الأولى بعد قرار المدير الفني للمنتخب البرتغالي جوزيه بيسيرو الاعتماد على العناصر الشابة. وبدد الأداء المميز للمنتخب أمام اليمن مخاوف الجماهير السعودية من الخروح المبكر من البطولة، ما كان سيسبب خيبة أمل كبيرة، إذ تمثل بطولة الخليج أهمية كبرى للمنطقة. واستطاع بيسيرو تفادي حملة الانتقادات من الإعلام السعودي والنقاد بعد قراره بإبعاد العناصر الأساسية عن «خليجي 20» بنجاحه في الاختبار الأول أمام اليمن بعدما كسب رهانه على خبرات أسامة المولد ومحمد الشلهوب وتيسير الجاسم وعساف القرني وحيوية ونشاط مهند عسيري ومشعل السعيد وسلطان النمري وغيرهم من العناصر الواعدة. وفرض منتخب المملكة سيطرته على منطقة الوسط قي لقاء اليمن، ما مكنه من النجاح في الهجوم المضاد عن طريق انطلاقات محمد الشلهوب، فضلا عن تحصين دفاعه، الأمر الذي أبطل جميع هجمات اليمن. ولكن «الأخضر» سيواجه منتخبا أكثر حيوية ونشاطا وخبرة، ما سيزيد العبء على المدافعين، إذ يتعين التعامل مع الكويت بأسلوب مختلف. وتعالت نبرة التفاؤل في الوسط الرياضي السعودي بإمكان عودة لاعبيهم الشباب بكأس الدورة، شرط أن يواصلوا التألق أمام الكويت ثم قطر في الجولة الثالثة. وكان بيسيرو صرح قبل مواجهة اليمن «المنتخب السعودي جاء لينافس على اللقب وسنسعى للفوز من أول مباراة». وبدأ بيسيرو يكسب ود الجماهير السعودية الغاضبة منه منذ الإخفاق في قيادة الأخضر السعودي لنهائيات كأس العالم للمرة الخامسة على التوالي، إذ اتهمته بأنه يخفف الضغوط المفروضة عليه باختيار تشكيلة عرفت باسم «الصف الثاني» لإيجاد مبرر في حال الفشل في الدورة الخليجية. ويدخل «الأزرق» اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد فوزه الثمين على العنابي بهدف سجله يوسف ناصر، وهو الفوز الأول للكويت على قطر في البطولة منذ نوفمبر عام 1998 حين فاز 6-2 في «خليجي 14» في البحرين، إذ خسر أمامه بعد ذلك في ثلاثة لقاءات: صفر - 1 في «خليجي 15»، و1 - 2 في «خليجي 16»، وصفر - 2 في «خليجي 17». ويدين المنتخب الكويتي بفوزه على قطر في الجولة الأولى إلى الحارس نواف الخالدي الذي ذاد عن مرماه ببسالة وتصدى لأكثر من كرة. وظهرت بصمات المدير الفني للمنتخب الكويتي الصربي جوران توفاريتش الذي أجاد توظيف قدرات لاعبيه، خصوصا جراح العتيقي ووليد علي وفهد العنزي ويوسف ناصر ومساعد ندا، حيث تألق العنزي ووليد علي على الجناحين، وشكلا مع بدر المطوع ويوسف ناصر خطورة دائمة على المرمى القطري. وقد يفتقد المنتخب الكويتي جهود لاعبه المطوع اليوم، إذ توجه فجر أمس الأول إلى كوالالمبور لحضور حفل جوائز الاتحاد الآسيوي لترشيحه لجائزة أفضل لاعب آسيوي لهذا العام. قطر* اليمن تمثل مواجهة قطر واليمن مفترق طرق للمنتخبين في البطولة، إذ سيودع الخاسر باكرا، ما سيضعه في أزمة كبرى، فخروج اليمن من دائرة المنافسة يعني أنه فوت فرصة استضافة البطولة والسعي إلى إحراز لقبها، ويتعين عليه بالتالي انتظار الدورة المقبلة في العراق، كما أنه سيفقد الدورة الحضور الجماهيري، في حين أن إخفاق قطر سيشكل ضربة موجعة له قبل استضافته نهائيات كأس آسيا مطلع العام المقبل. لم يظهر منتخب قطر بشكل مطمئن في اللقاء الأول أمام الكويت على رغم أهمية الدورة بالنسبة إلى مديره الفني الفرنسي برونو ميتسو، لاختبار قدرات لاعبيه قبل كأس آسيا. ويحظى ميتسو بصفوف مكتملة للمنتخب القطري وفي جميع الخطوط، خصوصا في الهجوم بوجود سيباستيان سوريا ومحمد رزاق، إلى جانب وجود لاعبين جيدين كحسين ياسر ووسام رزق ولورانس أولي وجورج كواسي وعبدالعزيز السليطي وطلال البلوشي. في المقابل، لا بديل لمنتخب اليمن عن الفوز لحفظ ماء الوجه أمام جماهيره، بيد أن ما أظهره الفريق من إمكانيات متواضعة في لقاء الافتتاح أمام المملكة لا يشجع كثيرا. وأصيب الآلاف من الجماهير اليمنية من مختلف المناطق التي زحفت إلى عدن لمؤازرة المنتخب بخيبة أمل كبيرة بعد أن اهتزت شباك منتخبها بأربعة أهداف سعودية، الاثنين الماضي. ولم يظهر في صفوف اليمن إلا لاعب الخبرة علي النونو، وغابت بصمات المدير الفني الكرواتي ستريشكو يوريسيتش، إذ بدت خطوط المنتخب مفككة .