تحت شعار "كنتم عوناً لنا في الخفاء فحق لكم منا الوفاء"، أعلنت جمعية الإعاقة الحركية "حركية" إنشاء وقف خيري باسم الأمير تركي بن سلطان -رحمه الله- فقيد الإعلام والرياضة، وأطلقت عليه "وقف الوفاء"، وذلك خلال البرنامج الذي نفذته الجمعية أمس بالتعاون مع مدرسة "آفاق الصقور للطيران"، لتدريب المعاقين على الطيران الشراعي. والبرنامج هو الأول من نوعه الذي ينفذ في المملكة، ويهدف إلى محاربة الخوف الذي قد يصيب المعاقين، وإثبات أن الإعاقة لا تقف أمام تحقيق طموحاتهم، وأنهم قادرون على التحدي واجتياز الصعاب، وكذلك ممارسة رياضة محببة حرموا منها.
وجاء البرنامج بمبادرة كريمة من المشرف على المدرسة الكابتن عبدالله العساف، وسيستمر وفق جدول زمني تم إعداده لإتاحة أكبر فرصة للمعاقين حركياً للمشاركة في البرنامج.
وتهتم جمعية الإعاقة الحركية للكبار بذوي الإعاقة الحركية من الكبار، وتسعى جاهدة إلى المحافظة على حقوق المعاقين التي كفلتها الدولة لهم، وتحاول تحقيق عملية الدمج مع المجتمع؛ لكي ينال الوطن نصيبه من خدمة ابنه المعاق.
وعلى هامش البرنامج التقت "سبق" بالمدير العام لجمعية "حركية"، الشيخ عبدالرحمن بن صالح الباهلي، وأوضح أن أهم المشاريع والخدمات التي تقدمها الجمعية للمعاقين هي: تزويجهم، والنقل المجهز، وبرامج المساعدة على الإنجاب لغير القادرين عليه بالوسائل الطبيعية (ذرية)، وصيانة الكراسي والعربات الخاصة بهم، والتدريب والتأهيل، والتوظيف، والسكن الخيري الأول، والمساعدات العامة (مادية وعينية)، ورعاية الموهوبين، والحج والعمرة، والملتقيات العامة، مشيراً إلى أن للجمعية قسماً نسائياً يمارس جميع هذه الأنشطة مع الأخوات ذوات الإعاقة.
وتحدث الشيخ الباهلي عن وقف الوفاء قائلاً: "جمعية الإعاقة الحركية تعلمت من إخوانها ذوي الإعاقة الوفاء لصاحب الإحسان، الأمير تركي بن سلطان -رحمه الله- فقيد الإعلام والرياضة، وأنا أقول إنه أيضاً فقيد المعاقين الذين نهلوا من خيره، نسأل الله له الرحمة والمغفرة، فقد كانت له بصماته التي تميزت بصدقها وخفائها، فأحببنا المبادرة بوقف يحمل اسم وقف الوفاء، وأعلنا عنه لكل من كان للأمير فضل عليه بأن يساهم في الوقف، وما نحن إلا سبب لاستمرار الخير لرجل المبادرات".
وأضاف: "ولعل هذا من حب الله له؛ لأن الله لا يضيع أجر المحسنين، والعمل الصالح يحفظ الله أصحابه، والعمل الخالص يظهره الله، ولو كان في جوف صخرة، فمن باب الوفاء تقدمنا بهذه المبادرة، وأدعو كل الإخوة والأخوات من المقربين للأمير، والبعيدين بأن يساهموا معنا في وقف الوفاء للراحل الأمير تركي بن سلطان -رحمة الله عليه- وسيكون ريع هذا الوقف مخصصاً لتزويج المعاقين الراغبين في الزواج، وكذلك لتوفير الاحتياجات لهم من أجهزة وإعانات".
وفي رده على سؤال ل "سبق" عن دعم الأمير تركي بن سلطان -رحمه الله- للمعاقين، قال الشيخ الباهلي: "أولاً وقبل كل شيء، الأمير الراحل -رحمه الله- هو ابن صاحب القلب الكبير، سلطان الخير -رحمه الله- الذي كان باباً لا يغلق في وجوه المعاقين، فوفاؤنا لأبنائه من وفائنا له، رحمه الله وجعله في أعالي الجنان".
وأضاف: "وبالنسبة للأمير تركي -رحمه الله- فقد كان لديه ميزة تميزه عن الكثير من المحسنين، وهي أنه رجل خفاء لا يظهر عمله، وكسب حب القلوب، وخير يده فاض على الكثير من ذوي الإعاقة، فمنهم من اشترى له داراً يسكنها، ومنهم من تكفل به بعد عجز والدهم بسبب الإعاقة، وكثير من ذوي الإعاقة يذكرون عطاءه ويرفضون إعلانه؛ لأن هذا من أهم شروطه للمساعدة. جعل الله ما قدمه في ميزان حسناته".
وفي رده عن سؤال آخر ل "سبق" عن كيفية تنمية دور الرياضة في دعم الإنسان وإحساسه بذاته وقدراته لدى إخواننا المعوقين، قال: "من خلال احتكاكي بإخواني ذوي الإعاقة وجدت أنهم متى ما وجدوا من يحس بهم ويدعمهم معنوياً؛ يتوحدون وينطلقون، ولديهم رغبة في التحدي وإثبات الوجود، وهاتان الخصلتان هما أهم ما يحتاجه الرياضي".
وتابع: "وبالفعل فهم قد حققوا كأس العالم، ولدينا في الجمعية فريق أسميناه (فريق حركية) يتنقلون بين مناطق المملكة، وأينما ذهبوا يحصدون الميداليات، وفيهم العشرات من الذين حصلوا على ميداليات عالمية في الأولمبياد والبطولات العربية، خاصة في مجال ألعاب القوى والسلة والطائرة".
وختم المدير العام لجمعية "حركية" حديثه قائلاً: "إن ذوي الإعاقة لديهم من الهمة وحب إثبات الوجود ما يبهر كل من يحتك بهم، لكن مشكلتهم الوحيدة عدم الاهتمام بهم، ومنحهم الفرص المناسبة، وهذا ما تسعى لبذله الجمعية".